الخرطوم: 18 مايو 2025م — اعتبر رئيس قوى الحراك الوطني، الدكتور التجاني سيسي، أن التصريحات الأخيرة لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، محمود علي يوسف، تمثل تحوّلًا نوعيًا في موقف الاتحاد من الأزمة السودانية، وتفتح الباب أمام عودة السودان إلى موقعه الطبيعي داخل المنظومة الإفريقية.
وقال سيسي في تصريح خاص لـ«الشارع السوداني»، إن التصريح الذي أشار فيه رئيس المفوضية إلى انتصارات القوات المسلحة وسيطرتها على مناطق واسعة، يُعد اعترافًا واضحًا بشرعية الحكومة السودانية وحق الجيش في الدفاع عن البلاد، ويمثل تجاوزًا صريحًا للمواقف “الرمادية” السابقة التي اتُّهم فيها الاتحاد بالانحياز غير المعلن للمتمردين.
وأضاف: “كنا نأمل أن يتخذ موسى فكي، الرئيس السابق للمفوضية، هذا الموقف الواضح، لا سيما أنه وصل إلى المنصب بدعم من الحكومة السودانية، لكن للأسف خاب ظننا فيه”.
وأشاد سيسي بانتخاب محمود علي يوسف لرئاسة المفوضية، معتبرًا أن سقوط المرشح الكيني رايلي أودينغا جنّب السودان مزيدًا من الضغط الإفريقي، وأضاف: “فوز يوسف كان من لطف الله، فقد عبّر سابقًا عن فهم عميق للأزمة السودانية ورؤية واضحة لمآلاتها”.
ولفت إلى أن الموقف الجديد من مفوضية الاتحاد سيؤثر بشكل إيجابي على قرارات مجلس السلم والأمن الإفريقي، وعلى مواقف بعض الدول الإفريقية التي كانت تتحفظ على دعم الحكومة. ودعا الحكومة السودانية إلى التحرك النشط والدائم مع الاتحاد الإفريقي، والعمل على إعادة تفعيل عضوية السودان من خلال الدبلوماسية الفاعلة، خاصة في ظل التقدم الميداني الذي تحققه القوات المسلحة.
وأكد سيسي أن الانتصارات العسكرية أسهمت في تغيير نظرة الإقليم والمجتمع الدولي تجاه السودان، مشيرًا إلى أن بعض الدول الأوروبية بدأت تُبدي استعدادًا أكبر للتعامل مع الحكومة، رغم بعض التصريحات الرسمية التي أثارت مخاوف من الانحراف عن مسار التحول الديمقراطي.