في أول حوار بعد استدعائه.. الصحفي عطاف عبد الوهاب يروي لـ”الشارع السوداني” تفاصيل تحقيق قيادة العدل والمساواة معه

أثارت حادثة استدعاء الصحفي عطاف عبد الوهاب من قبل حركة العدل والمساواة تفاعلاً واسعاً في الأوساط الصحفية والإعلامية، وسط تساؤلات حول ملابسات وظروف الاستدعاء الذي استمر لأكثر من أسبوعين وشغل الرأي العام الصحفي خلال تلك الفترة. وفي حوار خاص مع صحيفتي الشارع السوداني ودارفور الآن، يكشف عطاف عبد الوهاب لأول مرة التفاصيل الكاملة لما جرى، بدءاً من لحظة استدعائه، ومروراً بجولات التحقيق، وتداخل الأدوار بين عضويته في الحركة وعمله الصحفي، وانتهاءً بالتضامن الكبير من زملائه الصحفيين والشخصيات العامة. كما يتحدث عن علاقته بقيادات العدل والمساواة ورؤيته لمستقبله داخل الحركة.

 

فإلى مضابط الحوار 

 

حاوره ببورتسودان: حافظ الخير 

 

 

 

 

 

بدايةً حدثنا عن طريقة اعتقالك وعن الإفراج عنك..نريد أن نفهم منك كل القصة التي دارت في مسألة التوقيف والاعتقال والترحيل مع حركة العدل والمساواة؟

 

 

أولاً هو لم يكن اعتقالاً ولكن كان استدعاء، فأنا عضو أصيل في حركة العدل والمساواة أحمل عضوية المساعد بين قوسين حضرتك.

 

 

كان استدعاءا عادياً؟

 

صحيح أنه تم فجأة لم أكن أعلم به وذهبت إلى الدفاع الجوي قابلت الضباط ثم ذهبت إلى قيادة المنطقة في كسلا وظللت هناك

 

 

كم استمر التحقيق؟

 

مكثت هناك لمدة 15 يوما ثم جئت إلى بورتسودان وقابلت القيادات وانتهى الأمر

 

 

الموضوع أزعج زملاءك ، ووجد تفاعل كبير؟

 

صحيح أنه في بعض الزملاء أنزعجوا مما حدث وأنا أجد لهم العذر لأنهم لم يكونوا يعلموا أني عضو في حركة العدل والمساواة و أضطرت الحركة لإصدار بيان عندما هب الزملاء للبحث عني وأنا أشكرهم على هذا الصنيع الذي إن دل فإنما يدل على أن هناك صحفيون مميزون يدافعون عن إخوانهم إذا ما تأذوا. وأكيد في حال اختفائي أكيد الناس ستسأل وهذا أمر طبيعي جداً.

 

 

هل كان هنالك تحقيق معك؟ 

 

 

نعم أكيد أنه أجريت عدة تحقيقات في هذا الاستدعاء يعني عن سبب قيامي المتكرر عن عدم احترامي للقيادات في العدل والمساواة والتعرض لهم في الميديا وهذا أمر طبيعي يعني.

 

 

وبعد التحقيق معك هل تم تقديمك لمحكمة عسكرية أم كان تحقيق إداري وانتهى؟

 

 

لا كان تحقيق إداري.. ولأن العدل والمساواة أصلاً حركة لا تظلم أحداً وتعمل بالقانون العسكري الصارم جداً وربما كان الغرض من هذا الاستدعاء هو تنبيه لبعض الحقوق والواجبات التي كان ينبغي أن أقوم بها في إطار الحركة وهذا ما حدث.

 

لم أتعرض لأي تعذيب أثناء تحقيق حركة العدل والمساواة معي وتمت معاملتي كعسكري مخالف فقط

 

طيب أنت أنت جامعي ومن المفترض أن تكون في رتبة أكبر من مساعد؟ 

 

 

طبعاً أنا لم أختار هذه الرتبة وهذا تقدير اللجنة ولكن أنا آمل في الأيام القادمة أن يتم النظر في هذا الأمر وأعلم عدل قيادة الحركة فهي حركة العدل والمساواة ربما تستجيب قيادة الحركة للنظر في هذا الأمر وإن غداً لناظره قريب.

 

 

إذا طُلب منك المشاركة في القتال هل أنت جاهز للقتال مع العدل والمساواة؟

 

 

أنا جاهز للقتال من قبل أن أنضم إلى حركة العدل والمساواة وكنت على تواصل مع المصباح وقبل المصباح ذهبت إلى القوات المسلحة في المدرعات ومكثت في المدرعات حتى أخبروني أن عملي الإعلامي كالبندقية وطلبوا مني أن أذهب لأواصل عملي الإعلامي في وسائل التواصل وفي غيره وأكدوا على أن قوة الكلمة وقوة الحرف كقوة الدوشكة وقوة البندقية.

 

 

هل تعرضت لأي ضغوط أو تعذيب أثناء التحقيق؟

 

 

أبداً لم أتعرض لأي ضغوط أو تعذيب و كنت أعامل معاملة جيدة وكانت لي حقوقي وكنت أعامل كعسكري مخالف فقط للتعليمات جميع العساكر هنالك يعرفون هذا الأمر.. كنت أؤدي التحية العسكرية لمن له حق التحية العسكرية وكانوا يؤدون لي التحية العسكرية لمن أنا لدي حق عندهم في التحية العسكرية وبالعكس خلال التحقيق كنا نتعامل كأخوة ليس كمحقق ومتهم ولكن كنا نتعامل معاملة أخوية وهي أخوة الجيش.

 

 

كيف تفرق بين عملك العسكري وعملك الصحفي؟

 

 

عملي العسكري عندما أكون في ميادين القتال وعملي الصحفي عندما أكون في العاصمة الإدارية.

 

 

هل حصلت تدخلات من اتحاد الصحفيين وغيرهم؟

 

 

كانوا على تواصل مع حركة العدل والمساواة وكثيرون تواصلوا مع حركة العدل والمساواة تواصل الجهاز تواصلت الاستخبارات العسكرية وتواصل ممثل رئاسة الجمهورية واتحاد الصحفيين ونقابة الصحفيين، وكيان الصحفيون من أجل الكرامة أصدر بياناً و الصحفيون في صفحاتهم في الفيسبوك حقيقة كان هنالك انتشار واسع من معظم الصحفيين في الوسائط أدى إلى أن تعلن الحركة أو تخرج بياناً لتكشف فيه للناس أنني عضو في حركة العدل والمساواة وأن ما تم هو استدعاء عادي وطبيعي جداً.

 

 

كيف تنظر لمستقبلك مع حركة العدل والمساواة؟

 

 

المستقبل واعد ..أنا أحترم القيادات لا أنكر إذا قلت أن الدكتور جبريل إبراهيم رئيس الحركة يضع لي وضعاً مميزاً جداً، لم يتغير حتى عند هجومي له بعد مقابلتي إياه.

 

د. جبريل إبراهيم رجل واعد يقود حركة تاريخية ناضلت من أجل العدل والمساواة

 

أنا قابلته يوم الوقفة وجلست معه قرابة ساعتين وبالعكس يعني ربما كان هذا شد من عضد المحبة بيننا والدكتور جبريل رجل واعد، هو يقود حركة تاريخية ناضلت وقاتلت من أجل العدل وقاتلت من أجل رد الظلم.. لأنهم ظلموا في الأرض وبالتالي الذي يظلم في الأرض لا يحب أن يظلم الناس.. هم جرّبوا الظلم وبالتالي لا يستطيعون أخلاقياً أن يظلموا الناس ولذلك أنا أحترم هذه القيادات.

 

 

ماذا دار في لقاءك مع د. جبريل إبرهيم؟

 

 

لقائي بالدكتور جبريل كان لقاءً مثمراً تحدثنا فيه عن مستقبل البلاد وعن ضرورة التعاضد والتكاتف وأنا أعتبر الدكتور الدكتور جبريل إبراهيم في مقام الوالد.. وهو يتواصل معي اجتماعياً. وكان يقدم لي النصيحة والإرشاد والدكتور جبريل الرجل له خبرة تراكمية طويلة يعجبنا أن يكون منبعاً و ينبوعاً لنا نقتبس منه قطرات لنروي بها ظمأنا في هذه الحياة.

 

 

هل هناك خلافات بينك وبين بعض قيادات حركة العدل والمساواة؟ 

 

 

كانت هنالك خلافات وهذا هو سبب الاستدعاء الرئيسي ربما لأنني تعاملت بحدة مع القيادات لكن عبد العزيز عشر لم يكن له يعني قال يتركوه يعني في الأخير هو سوف يعلم لاحقاً أنه يمشي في طريق غير صحيح وانتقلت من الدكتور عبد العزيز إلى بقية القيادات كنت أتنقل في هجومي عليهم كقطعة شطرنج وفي الأخير حدث ما حدث الاستدعاء..كان بسبب كل هذه المخالفات التي يرونها وكانوا يسألوني عنها.

 

تضامن الشيخ الأمين معي برغم خلافي معه كان نابع من إيمانه وحبه للنبي صلى الله عليه وسلم وللدين الذي كرّس نفسه وحياته له

 

 

هناك تضامن من بعض الشخصيات كانوا على خلاف معك مثل الشيخ الأمين ماذا تقول؟ 

 

 

صحيح .. الشيخ الأمين ربما كان هذا بسبب الدين الذي كرّس نفسه وحياته له ولحب الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي جعله يفعل ذلك.. الشيخ الأمين رجل أنا لا أستطيع أن أوفيه حقه أنا أحببت هذا الرجل جداً وأتمنى أن أقابله.. أنا لم أقابله يوماً من الأيام في حياتي وكانت مناشدته من ضمن المناشدات الكثيرة التي قدمت للدكتور جبريل والتي استجاب لها.. أنا كان يمكن أن أمكث في السجن سنين عدداً لأن هذا تحقيق ممتد والتحقيق ممتد لكن المناشدات الكثيرة التي قدمت ربما يسّرت وقصرت في أمد هذا التحقيق و هذا الاستدعاء.

 

 

وجدت مقالات من الدكتور نادر العبيد، اسمح لي أسمع تعليقك عليها؟

 

 

نعم نادر صديقي وسيظل صديقي وسيبقى صديقي وهذا التصرف منه يعني غير (مشحود) عليه بل إن لم يفعل ذلك فهو ليس نادر .. له من اسمه نصيب.. فتعامل نادر نادر جداً من الزملاء.. نادر يستحق أن يقدم في منصات الشجاعة والرجولة فهذا ما عهدناه في نادر وكما أقول لك هو غير مشحود هذا واجبه تجاه زملائه وإخوانه وهو يعلم أننا ربما نفعل أكثر مما فعل إن كان في موقفنا..أنا أشكر نادر العبيد جداً على ما فعله وسأظل مخلصاً لهذا الرجل ما حييت فقد كبلني بكرمه ونبله والشاعر يقول إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

 

 

لو لم أكن عضوًا في حركة العدل والمساواة يوماً من الأيام لكنت في حركة تحرير السودان بقيادة مناوي

 

وكيف علاقتك بمنّاوي؟

 

 

القائد المارشال منّاوي علاقتي معه جيدة جداً.. (لدرجة قفّ تأمل زي ما بيقولوا).. ليس مّنّاوي فقط ولكن منّاوي ومستشاريه السياسيين والاقتصاديين والعسكريين والقيادات الوسيطة والقيادات الرفيعة وأنا أعرف حركة تحرير السودان جيداً .. ولو لم أكن في حركة العدل والمساواة يوماً من الأيام لكنت في حركة تحرير السودان بقيادة القائد مني أركو مناوي.

 

أنا بطبعي أحب الحركات التحررية وأحب حركات النضال وأحب هؤلاء القادة الذين استطاعوا أن يجمعوا هذه القوات ليطالبوا بالعدل الذي تعرض له إقليم دارفور.. منّاوي صديقي بالمناسبة من قبل العدل والمساواة أنا أعرفه..ولكن قامت بيني وبين الدكتور جبريل أيضاً علاقة كعلاقة الأب بابنه وذلك ما جعلني أنضم الى حركة العدل والمساواة بعد أن قرأت دستورها .. ولكن صدقني لو لم أكن عضواً في حركة العدل والمساواة لكنت خلف القائد المارشال مني أركو مناوي.

 

 

عندك رسالة للإخوة الزملاء الصحفيين؟ 

 

 

ليس كل الصحفيين أنا لدي فقط رسالة للذين وقفوا معي فقط.. هؤلاء أنا لا أستطيع أن أوفيهم قدرهم أما الذين سقطوا في درك خبيث فأقول لهم الساقية تدور ولن نرحمكم أبداً حينها.

 

 

هل كان هنالك دور للحركة الإسلامية في الموضوع ده؟ 

 

 

أي دور؟ لا علاقة لي أنا بالحركة الإسلامية ولا وليس لها أي دور ولم أر منهم أحداً ولم أعرف عنهم شيئاً أخبرتك أن الذين تدخلوا هم الاستخبارات وجهاز الأمن وممثل من الرئاسة والصحفيين بكياناتهم المختلفة بالذات كيان صحفيون من أجل الكرامة والأمين العام الدكتور طارق عبد الله وبعض الشخصيات مثل الدكتور مزمل أبو القاسم، الأستاذ ضياء الدين بلال أستاذ محمد عبد القادر أنا لا أريد أن أذكر الأسماء لأنهم كثر وأخاف أن أنسى أحداً وإن نسيت أحداً فليعذروني أيضاً بالذات عطاف محمد مختار كتب عدداً من المقالات هاجم حركة العدل والمساواة هجوما شديدا جداً ولكن في الأخير الحمد لله أن الأمر وصل إلى نهايته.

 

 

والزملاء في بيت الصحفيين وجمال عنقرة ماذا تقول لهم؟

 

والله ناس البيت إذا لم يقوموا بما قاموا به امشي اشوف بيت ثاني.

 

 

والأستاذ جمال عنقرة؟

 

الأستاذ جمال عنقرة سيبقى الأستاذ جمال عنقرة.