محي الدين إبراهيم جمعة يكتب …. الجيش الشعبي لتحرير السودان/الجبهة الثورية،،،، يقاتل بصمت

محيي الدين إبراهيم جمعة

 

 

 

منذ بداية الحرب اللعينة التي اشعلتها مليشيا الدعم السريع على القوات المسلحة والشعب السوداني في الخامس عشر من أبريل في العام ٢٠٢٣م. أعلن القائد مالك عقار اير رئيس الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان/ الجبهة الثورية انحيازه للقوات المسلحة السودانية والاصطفاف معها لمواجهة تمرد قوات الدعم السريع الغاشم على السلطة وسعيها لتقويض الدستور وتفكيك القوات المسلحة وتدمير الدولة السودانية.

 

 

 

 

ومنذ ذلك الوقت انتظم الجيش الشعبي لتحرير السودان (قوات الترتيبات الأمنية) الجناح العسكري للحركة الشعبية لتحرير السودان الصفوف الأمامية داعماً للقوات المسلحة السودانية في كل محاور القتال لا سيما في إقليم النيل الأزرق وكردفان الكبرى وفي شمال دارفور.

 

 

 

 

لقد شارك الجيش الشعبي (الترتيبات الامنية) عملياته العسكرية بكفاءة واحترافية عالية ملتزماً بقانون القوات المسلحة والقانون الإنساني الدولي حيث لم يشاهد اي تجاوزات لهذه القوات منذ بدء عملياتها في محور الدندر وسنجة وجبل موية والجزيرة وولاية الخرطوم بالإضافة إلى عملياتها المتواصلة في مناطق إقليم النيل الأزرق في الناحية الجنوبية للاقليم وفي الخط الحدودي المتاخم لمناطق سيطرة الجيش الشعبي قيادة عبدالعزيز الحلو.

 

 

 

 

وفي كل هذه المحاور ابلى الجيش الشعبي بلاءً حسناً مع القوات المسلحة والقوات المساندة لها في دحر مليشيا الدعم السريع من المواقع التي استولت عليها.

 

 

 

ولقد اظهر الجيش الشعبي روح وطنية عالية ملتزماً صارماً بالقانون الإنساني الدولي طيلة مشاركته في هذه العمليات ما يشير إلى قدرة وتأهيل هذه القوات وجاهزيتها التامة لتكملة الترتيبات الامنية وفقاً لإتفاقية جوبا لسلام السودان ٢٠٢٠م وللمشاركة الفاعلة مستقبلاً في تأسيس وبناء جيش سوداني موحد ومحترف بعد الحرب .

 

 

 

لقد ظهرت في الآونة الأخيرة في هذه الحرب بعض الملاحظات السالبة وسط القوات المساندة للجيش خاصة في مجرى وساحة العمليات المختلفة، وهذه الملاحظات يمكن تقييمها بانها تسويق الانتصارات وتجييرها لصالح طرف من الأطراف ما يرسل اشارات سالبة. من المؤكد أن الانتصارات التي تحققت لم تُحقق من قبل طرف بعينه بل هي جهود مشتركة.

 

 

 

ولقد بذل الجيش الشعبي في هذه العمليات جهود كبيرة حيث قدم العديد من الشهداء ضباط وضباط صف وجنود، نترحم على أرواحهم الطاهرة يستحقون أن يحفظ حقوقهم وأن الشهداء هم اكرم منا جميعاً في هذه الحرب وينبغي أن تشمل الاستحقاقات أسرهم وينبغي اعانتهم وتقديم لهم ما يستحق مجدهم وبطولاتهم العظيمة التي بُذلت لحماية السيادة الوطنية والشعب السوداني في هذه الحرب الغاشمة غير المسبوقة في تاريخ السودان الحديث.

 

 

 

لقد ظل الجيش الشعبي (قوات الترتيبات الأمنية) ملتزماً بالخط الرسمي سوى كان على مستوى القيادية العسكرية الموحدة في محاور العمليات او على مستوى الناطق الرسمي للقوات المسلحة وهو يمثل الجهة الإعلامية الرسمية المعنية بتغطية الانتصارات في المواقع المختلفة التي تستولى عليها القوات. فضلا عن ذلك ظل الجيش الشعبي ملتزماً بوحدة القيادة العسكرية military command ولم يتحرك او يعمل في هذه العمليات بمعزل عن أوامر وتوجيهات القوات المسلحة البت. وهذا النهج هو المطلوب لتحقيق التماسك والوحدة والانسجام والثقة بين القوات المسلحة لبناء قيادة مشتركة من مستوى الضباط إلى ضباط الصف والجنود. تحركات القوات المساندة الأخرى تثير مخاوف القوات المسلحة في الإبقاء على تعددية الجيوش ومستقبل هذه الجيوش . وهذا ما يهدد مستقبل الدولة ويصعب خروجها من الازمات التي تلاحقها وتعيقها من التطور إلى أن يتم ايجاد نهج جديد لإدارة هذه القوات لوحدتها مستقبلا. وهذا النهج يسهل للقيادة العسكرية وأطراف العمليه السلمية بناء القوات المسلحة السودانية على اسس جديدة في فترة ما بعد الحرب.