تقرير: حواء داؤد
وصل إلى محلية الطينة غربي البلاد أكثر من ثلاثة آلاف نازح من الفارين من مخيم زمزم للنازحين والفاشر عقب المواجهات الأخيرة التي شهدتها المنطقة في إبريل الماضي، حيث وصل 35 ألف نازح خلال شهر مايو الجاري موزعين على أربعة مراكز للإيواء داخل مدينة الطينة السودانية، متمثلة في مركز إيواء مدرسة الطينة المتوسطة بنين، ومركز الطينة المتوسطة بنات، مركزي حي السلام ومركز هجرة، بالإضافة إلى موقع تجمع النازحين بداخل حدود الطينة التشادية والتي بها مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. ويضيف المتحدث باسم الغرفة أن الغرفة ظلت تستقبل جميع الفارين من الحرب مع تقديم خدمات الغذاء ومياه الشرب والإجلاء إلى مراكز الإيواء بشكل يومي ومستمر، حيث تقدم وجبة غذائية لعدد 700 أسرة، بجانب توفير 150 برميل ماء يوميًا للأسر بمراكز الإيواء.
وثمنت الغرفة جهود المبادرات الشعبية والمجتمع المستضيف في تقديم الخدمات الأساسية للفارين من الحرب بجانب شركاء المنظمات. ويلفت الناطق الرسمي للغرفة إلى تزايد أعداد الفارين من مدينة الفاشر والمحليات المجاورة، حيث ظلت محلية الطينة تستقبل يوميًا أكثر من 3 آلاف فرد.
جددت غرفة طوارئ محلية الطينة بولاية شمال دارفور مطالبتها بالتدخل العاجل من قبل المنظمات العاملة في قطاعي الصحة والمياه، مشيرة إلى التحديات الكبيرة التي ظلت تواجه محطات المياه بالمنطقة، والمتمثلة في محدودية محطات المياه الصالحة للشرب، فضلًا عن الضغط على الآبار بسبب زيادة أعداد النازحين، والتي قالت إنها لا تتكافأ مع حجم الإنتاج اليومي للمياه بالمنطقة. كما أوضح المتحدث باسم الغرفة الوضع الصحي بالمستشفى الريفي بالطينة الذي يشكو من الإهمال وندرة المعدات الطبية والنقص الحاد في الكادر الطبي، وكشف عن وصول عدد من المرضى والمصابين من أحداث مخيم زمزم إلى المستشفى، إلى جانب وصول أطفال مصابين بسوء التغذية في ظل ندرة الغذاء والرعاية الصحية الأولية وعدم توفر الغذاء الكافي للأمهات.
مطالبًا بتوسعة مراكز الخدمات الصحية وتوفير المستلزمات الطبية وخاصة الجراحية منها، بجانب إنشاء مخيمات علاجية داخل مراكز الإيواء لاستقبال الحالات الطارئة أو الحرجة. وتشير التقارير الحقوقية إلى وصول عدد من النساء الحوامل في ظل غياب الرعاية وخدمات الصحة الإنجابية.
ما بين النزوح ومعاناة الجوع يدفع الأطفال الثمن الأكبر
بينما يعاني النساء والأطفال من الجوع والمرض أثناء رحلة النزوح، وكشفت عضو بغرفة طوارئ محلية الطينة النسوية فضل الكشف عن هويتها لـ”دارفور الآن” عن وصول عدد من الأطفال مصابين بمرض الأزمة وضيق التنفس مع عدم توفر جهاز الأوكسجين بمستشفى الطينة الريفي، مما يشكل خطرًا على الأطفال والحوامل. وأوضحت بأن عدد 37 امرأة، من بينهن حالات إجهاض وولادة مبكرة، وصلن إلى مراكز الإيواء بالطينة. وقالت إن أوضاع النساء صعبة للغاية في ظل افتقار المستشفى الوحيد إلى خدمات الصحة الإنجابية، ووصفت الوضع بالكارثي للنساء منذ بداية الحرب والفارات مؤخرًا من جحيم الحرب في مدينة الفاشر ومخيم زمزم للنازحين في إبريل.
وتضيف إن الأطفال والنساء الحوامل يعانون من سوء التغذية وسوء الحالة النفسية لهم بعد تعرضهم للانتهاكات أثناء الفرار من مناطق الاشتباكات، من بينهم ثلاث حالات اغتصاب. يواجهن مصيرًا مجهولًا بعد أن تقطعت بهن سبل الحياة وفقدن عوائلهن وما زلن يبحثن.
وروت إحدى الناجيات من أحداث مخيم زمزم، لـ”دارفور الآن” عن المآسي وسوء المعاملة والضرب وتعرضهن للتفتيش غير المبرر والتحرش، مما ترك أثرًا سلبيًا داخل نفوسهن، بجانب أخذ بعض الفتيات كن برفقتهن إلى أقرب موقع لاغتصابهن أمام أزواجهن أو إخوتهن. وتروي إحدى الناجيات عن ابتزازهن من قبل المعتدين على دفع مبالغ مالية أو أي شيء مادي مقابل نجاتها من الاغتصاب، بينما تحفظ المئات من النساء والتزمن الصمت بسبب الحالة النفسية التي يمررن بها.
وقالت المتحدثة باسم الغرفة إن الوضع في مراكز الإيواء يحتاج إلى تدخل المنظمات العاملة في مجال الحماية، للتدخل وعقد جلسات للدعم النفسي للنساء والأطفال، بالإضافة إلى دعم المراكز الصحية باحتياجات النساء المتمثلة في الجلسات الخاصة بالدعم النفسي والفوط الصحية والعيادات الخاصة والمخيمات العلاجية.