نيالا – الشارع السوداني
أفادت مصادر متطابقة بوفاة الصحفي حافظ كبير، المقرّب من قيادة مليشيا الدعم السريع، متأثراً بجراح خطيرة كان قد أصيب بها في غارة جوية استهدفت مبنى أمانة حكومة ولاية جنوب دارفور قبل أيام، في مدينة نيالا، والتي أسفرت عن مقتل عدد من قيادات المليشيا وشخصيات مدنية متعاونة معها ورغم عدم صدور تأكيد رسمي حتى الآن، فإن مصادر عديدة تحدثت لـ(الشارع السوداني) رجّحت أن يكون حافظ قد توفي نتيجة مضاعفات الإصابة وغياب الرعاية الطبية اللازمة في أعقاب الضربة مشيرة إلى أن حالته كانت حرجة منذ لحظة نقله من موقع الهجوم وكانت صحيفة الشارع السوداني قد أشارت في تقارير سابقة إلى إصابة “صحفي كبير” بجروح بالغة في الهجوم، قبل أن تتكشف لاحقاً هوية المصاب وتُحدّد بأنه حافظ كبير، المعروف بقربه الشديد من العقيد خلا القتيل / حسن محمد عبد الله، الملقب بـ”حسن الترابي”، والذي لقي حتفه في ذات الغارة، وكان يشغل منصب رئيس فرع التوجيه والخدمات بمليشيا الدعم السريع
كما أسفرت الغارة عن مقتل الموظف في إدارة المراسم بحكومة جنوب دارفور الناقي مختار الناقي، وعدد من عناصر طاقم حراسة رئيس ما يُعرف بـ”الإدارة المدنية” التابعة للمليشيا في الولاية يوسف إدريس يوسف وبحسب ما رشح من معلومات، فإن القصف الجوي استهدف مبنى الأمانة أثناء انعقاد اجتماع وصفته المصادر بـ”الحساس”، كان مخصصاً لتهدئة حالة التوتر في أوساط أبناء قبيلة السلامات، بعد شكاوى تقدمت بها قيادات قبلية للمليشيا بشأن التهميش والتعامل التمييزي معهم داخل هياكل الإدارة المدنية التابعة للدعم السريع.
حافظ كبير.. صحفي بموقع سياسي داخل المليشيا
ويُعرف حافظ كبير بكونه صحفياً متعاوناً مع أجهزة إعلام مليشيا الدعم السريع، حيث رافق تحركات عدد من قادتها، وشارك في إنتاج محتوى دعائي يروّج لرواية المليشيا في سياق الحرب الدائرة مع القوات المسلحة السودانية.
كما ارتبط اسمه بمهام تنسيق إعلامي بين الأذرع الدعائية للمليشيا وبعض وسائل الإعلام المحلية والدولية، ما جعله محسوباً على الدائرة الضيقة للمكتب الإعلامي الخاص بقيادات الصف الأول.
رسائل متضاربة ومخاوف من التعتيم
وفي ظل تضارب المعلومات حول وضعه الصحي بعد الهجوم، سادت حالة من الصمت والتكتم داخل أوساط مليشيا الدعم السريع، وسط أنباء عن محاولات لمنع تسرب خبر وفاته، خاصة مع اتساع دائرة الخسائر البشرية التي لحقت بقياداتها في الهجوم الجوي الأخير.
ويُنظر إلى مقتل حافظ كبير – في حال تأكيده رسمياً – كضربة مزدوجة للمليشيا، لكونه ليس فقط أحد العناصر الإعلامية، بل أيضاً حلقة وصل بين القيادة العسكرية ودوائر العلاقات العامة في بعض المناطق.
—
خلفية الغارة الجوية
وكان سلاح الجو السوداني قد شنّ ضربة مركزة على مبنى أمانة حكومة جنوب دارفور في نيالا، مستهدفاً تجمعاً لقيادات مليشيا الدعم السريع أثناء اجتماع مغلق، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد كبير من عناصر المليشيا وشخصيات مدنية محسوبة عليها وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة ضربات نوعية نفذها الجيش السوداني مؤخراً ضد مواقع القيادة والتحكم الخاصة بالدعم السريع، في سياق تصعيد عسكري واسع شهدته ولايات دارفور خلال الأسابيع الماضية وبينما لا تزال أنباء وفاة الصحفي حافظ كبير غير مؤكدة بشكل رسمي، فإن تعدد المصادر الميدانية التي رجّحت وفاته يفتح الباب أمام تساؤلات حول حجم الخسائر التي تكبّدتها المليشيا في الغارة، وحالة الإرباك التي تعيشها إدارتها الميدانية في جنوب دارفور، خاصة مع تكرار الضربات الدقيقة التي تستهدف مواقعها الحيوية
