الرئيس التشادي يُقيل كبار الضباط: فصل “الرجل القوي” محمد أبالي علي صلاح التباوي وتجريد عبد الرحيم بحر إتنو من الرتب العسكرية

 

 

تشاد الشارع السوداني

 

أصدر الرئيس التشادي، محمد إدريس ديبي، قرارات رئاسية بفصل عدد من كبار الضباط في الجيش، أبرزهم الفريق محمد أبالي علي صلاح التباوي ، أحد أبرز القادة العسكريين في البلاد، واللواء عبد الرحيم بحر إتنو، ابن عم الرئيس التشادي الراحل إدريس ديبي.

وبحسب المراسيم الرئاسية الصادرة مؤخرًا، فقد تم فصل الفريق محمد أبالي علي صلاح من قوات الدفاع والأمن، بدعوى ارتكابه “خطأ جسيم”، دون الإفصاح عن طبيعة هذا الخطأ. ويُعد محمد أبالي من الشخصيات العسكرية النافذة، وينحدر من منطقة تبستي شمال البلاد، وقد شغل عدة مناصب رفيعة، أبرزها: وزير الدفاع، ووزير الأمن، ووزير الداخلية، ووزير إدارة الأراضي، إضافة إلى توليه منصب حاكم إقليم البحيرة إبان المواجهات مع جماعة بوكو حرام، مما أكسبه لقب “الرجل القوي” في عهد الرئيس الراحل إدريس ديبي إتنو.

وتأتي إقالة الفريق محمد أبالي بعد تحركات عسكرية واسعة نحو منطقة تبستي، التي تنشط فيها أعمال تهريب وتنقيب عشوائي عن الذهب والمعادن، بحسب السلطات، التي بررت العملية بأنها تهدف إلى “فرض هيبة الدولة”. غير أن نشطاء في شمال تشاد أشاروا إلى أن الإقالة مرتبطة برفض صلاح لتلك الحملة العسكرية، معتبرين القرار ذا خلفية سياسية.

 

في السياق ذاته، أصدر الرئيس ديبي مرسومًا آخر بتجريد اللواء عبد الرحيم بحر إتنو من رتبه العسكرية بالكامل، متهمًا إياه بارتكاب “خطأ جسيم”، دون تقديم تفاصيل. ويُعد بحر إتنو من كبار الضباط التشاديين، وقد تولى عدة مناصب مهمة، من بينها قائد الحرس الرئاسي ورئيس الأركان المشتركة وقائد القوات التشادية في إفريقيا الوسطى

وقائد القوات المشتركة التشادية السودانية

ورغم استبعاده لفترة من الجيش، أعيد بحر إتنو إلى الخدمة عام 2021، قبل أن يُفصل مجددًا في القرار الأخير. وبرز اسمه في تسجيل صوتي تم تداوله مؤخرًا، تحدث فيه عن حرمان أسرته من أي منافع من الحكم، رغم قربه العائلي من الرئيس الراحل، باعتباره ابن عمه، ومن قبيلة الزغاوة، التي تحتفظ بنفوذ واسع في الجيش، وتُعرف بعض فصائلها المسلحة بقتالها إلى جانب الجيش السوداني في دارفور ومناطق مثل الفاشر.

 

وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه تشاد توترات أمنية وعسكرية، خاصة في المناطق الشمالية المحاذية لليبيا والسودان، وسط انتقادات من معارضين ونشطاء يرون أن ما يجري هو حملة إقصاء منهجية للقيادات العسكرية التي لا تتماشى مع سياسات الحكومة الحالية