تقرير: عبد العظيم البشرى
في ظل التطورات المتسارعة في المشهد السوداني، تظل مدينة الفاشر عصية على السقوط رغم الهجمات المتكررة التي تشنها مليشيا الدعم السريع الإرهابية. فبعد مرور يوم واحد فقط على صدور قرار مجلس الأمن الدولي الذي طالب المليشيا بوقف هجومها وفك الحصار عن المدينة، جاء ردها بتصعيد عسكري جديد وهجوم انتحاري آخر، لم يكن سوى رقم جديد في سلسلة محاولاتها الفاشلة لاختراق دفاعات المدينة الصامدة.
محاولة جديدة.. ومصير محتوم:
مع ساعات الفجر الأولى، شنت المليشيا الإرهابية هجومها رقم 181 على الفاشر، مستهدفة ثلاثة محاور رئيسية في الجنوب والجنوب الغربي والجنوب الشرقي، بهدف اختراق التحصينات العسكرية والتغلغل داخل المدينة. غير أن القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، بالتعاون مع القوات المسلحة السودانية، وقوات قشن، وقوات إرت إرت، والمقاومة الشعبية، تصدت للهجوم ببسالة، وألحقت بالمليشيا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، في معركة وصفت بأنها إحدى أقوى المواجهات منذ بدء الحصار.
ورغم استخدام المليشيا تكتيكات هجومية جديدة، شملت تنفيذ عملية انتحارية لاختراق الدفاعات الغربية، إلا أن الهجوم باء بفشل ذريع، حيث تم القضاء بالكامل على القوة المهاجمة قبل تحقيق أي اختراق يذكر.
أدروب: المشهد الأكثر إثارة للدهشة، كان ظهور موجة جديدة من المقاتلين يسيرون مشيًا على الأقدام، وآخرين يمتطون الحمير والخيل
خسائر فادحة وانهيار متواصل:
في الحصيلة الأولية لهذه الملحمة، وبحسب بيان للمتحدث الرسمي بإسم القوة المشتركة المقدم أحمد حسين مصطفى تمكنت القوات المدافعة من قتل أكثر من 140 عنصرًا من مليشيا الدعم السريع ومرتزقتها الأجانب، وتدمير 43 آلية عسكرية متنوعة التسليح، والاستيلاء على 12 آلية عسكرية بحالة ممتازة، ستسهم بلا شك في تعزيز القدرات العسكرية للقوات المدافعة عن المدينة.
لكن المشهد الأكثر إثارة للدهشة، كان ظهور موجة جديدة من المقاتلين يسيرون مشيًا على الأقدام، وآخرين يمتطون الحمير والخيل، بينما بدا على الكثير منهم أنهم تحت تأثير المخدرات، في محاولة يائسة لاختراق دفاعات الفاشر! هذا المشهد دفع المتابعين للتساؤل: هل نفدت مواردهم العسكرية بعد الهزائم المتكررة في الخرطوم، الجزيرة، والصحراء؟ أم أن مصادر تمويلهم لم تعد تُمطر عليهم بالأسلحة كما اعتادوا، ليجدوا أنفسهم اليوم مجبرين على خوض معاركهم بوسائل بدائية؟
المشتركة: المليشيا الإرهابية تعيش حالة من التفكك والانهيار التام، ولم تعد قادرة على تحقيق أي اختراق عسكري، لا في الفاشر ولا في أي مدينة سودانية أخرى
الفاشر.. صمود لا ينكسر:
في ظل هذا الانتصار الجديد، أكدت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح أن “أسطورة الجنجويد قد انتهت إلى الأبد”، مشيرة إلى أن المليشيا الإرهابية تعيش حالة من التفكك والانهيار التام، ولم تعد قادرة على تحقيق أي اختراق عسكري، لا في الفاشر ولا في أي مدينة سودانية أخرى.
كما وجهت القوات رسالة تطمين إلى أهل الفاشر والسودان عمومًا، مؤكدة أن القوات المدافعة في أعلى درجات العزم والصمود، وعلى استعداد لمواجهة أي تهديد جديد، وأن المدينة ستظل مقبرة لكل من يحاول الاعتداء عليها، حتى يتم تحرير كامل التراب السوداني من مليشيا الإرهاب والارتزاق.
عبدالعزيز أوري: ما يجري في السودان، وتحديدًا في مدينة الفاشر، هو غزو أجنبي متكامل الأركان
غزو أجنبي متكامل الأركان:
أكد الأستاذ عبدالعزيز سليمان أوري، مدير إدارة الإعلام بحكومة إقليم دارفور، أن ما يجري في السودان، وتحديدًا في مدينة الفاشر، هو غزو أجنبي متكامل الأركان، يستهدف تقويض الدولة السودانية وزعزعة استقرارها، مشددًا على ضرورة أن تتعامل القيادة السودانية مع هذا الواقع بحسم ووضوح.
ووجه أوري تحية تقدير لقوات الجيش السوداني، والقوات المشتركة، والشرطة، والمستنفرين، وكافة التشكيلات العسكرية التي تدافع عن السودان، مؤكدًا أن هذه القوات نجحت في كسر أسطورة مليشيا الدعم السريع الإرهابية، وأثبتت أن السودان قادر على حماية أرضه وسيادته من أي مخططات خارجية.
وأشار أوري في تصريح لـ” الشارع السوداني” إلى أن الفاشر، التي تتعرض لهجمات متكررة من المليشيا، ظلت عصية على السقوط بفضل صمود المدافعين عنها، وأن ما يحدث فيها ليس مجرد صراع داخلي، بل حرب مفروضة على السودان تستوجب تحركًا وطنيًا موحدًا لمواجهتها بكل الوسائل الممكنة.
وختم تصريحه بالتأكيد على أن السودان لن ينكسر أمام المؤامرات الخارجية، وأن الإرادة الوطنية ستنتصر مهما اشتدت التحديات.
عبدالعزيز أوري: ما يجري في السودان، وتحديدًا في مدينة الفاشر، هو غزو أجنبي متكامل الأركان
الفاشر ستظل صامدة:
أشاد وزير المالية ورئيس حركة العدل والمساواة السودانية، الدكتور جبريل إبراهيم، ببسالة القوات المسلحة السودانية، والقوات المشتركة، والقوات المساندة، التي تمكنت من صد هجوم جديد شنته عصابات التمرد على مدينة الفاشر، رغم صدور قرار مجلس الأمن الدولي الثالث الذي يطالب المليشيا الإرهابية بوقف هجماتها وفك حصارها عن المدينة.
جبريل إبراهيم: الفاشر ستظل صامدة في وجه المليشيا وأعوانها
وأكد جبريل أن الفاشر ستظل صامدة في وجه المليشيا وأعوانها، مشيرًا إلى أن أداب العاصي ستبقى حصنًا منيعًا ضد محاولات التمرد، ومؤكدًا أن النصر سيكون حليف القوات السودانية في هذه المعركة المصيرية.