محيي الدين إبراهيم جمعة
في معايدة عيد الفطر المبارك لحركة جيش تحرير السودان بقيادة القائد مني اركو مناوي، التقى القائد مالك عقار اير رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان/الجبهة الثورية بالقوى السياسية والمجتمعية التي حضرت اللقاء. وجاء اللقاء السياسي وبلادنا تشهد حرب احتلال تقودها مليشيا الدعم السريع ضد القوات المسلحة السودانية والشعب السوداني.
ولقد تحدث القائد إلى الحاضرين واصفاً العملية السياسية بكل جوانبها السياسية والعسكرية والإجتماعية والإقتصادية وحذر من الانقسامات التي تواجه القوى السياسية وكذلك حذر من خطورة سقوط مدينة الفاشر الاستراتيجية، مؤكدا أن في حالة سقوط مدينة الفاشر سيكون الطريق سالكا امام المليشيا لاسقاط مدن شمال وشرق السودان ووجه بضرورة تعزيز القوات المسلحة والقوة المشتركة والمقاومة الشعبية لدحر المليشيا في محيط مدينة الفاشر.
يأتي ذلك في سياق مساعي المليشيا والقوى المتحالفة معها لإعلان حكومة موازية للحكومة الشرعية التي اتخذت مدينة بورتسودان مقرا لها بعد سقوط العاصمة الخرطوم.
من المعلوم أن للقائد مالك تجربة طويلة في الكفاح المسلح وفي صناعة السلام وهو من الأوائل الذين انضموا إلى صفوف الحركة الشعبية لتحرير السودان وله تجربة طويلة في صناعة السلام وبناءه منذ توليه المناصب الدستورية الرفيعة السابقة وتجربته الطويلة في وحدة حركات الكفاح المسلح في الجبهة الثورية السودانية.
هذا الإرث التاريخي يجعل حديث القائد ذو قيمة كبيرة في عملية الحرب والسلام في السودان وكذلك تأسيس السودان الجديد الذي يهدف إلى السلام والإستقرار والعدالة الإجتماعية فضلاً عن تأسيس قوى سياسية وطنية جديدة تعمل على تحقيق هذه الأهداف عبر مشروع سياسي وطني عريض يحترم التنوع والتعدد الذي يزخر به السودان.
لقد تحدث أيضاً عن المنهج السياسي المتبع من قبل القوى السياسية التي اعلنت انحيازها للقوات المسلحة لدحر مليشيا الدعم السريع وحماية السيادة الوطنية والشعب السوداني من الاحتلال والابادة الجماعية الممنهجة .
وبحكم تجربته في العمل السياسى الطويل يرى القائد مالك عقار ضرورة تبني القوى السياسية الداخلية منهج سياسي يناسب المرحلة الحرجة، منهج يقود اولاً إلى مراجعة شاملة للتجربة السابقة التي قدمت فيها القوى السياسية العديد من المشاريع السياسية وكذلك نظمت لقاءات خارجية بدول الجوار بالإضافة إلى تنظيم لقاءات داخلية. الا أن كل هذه اللقاءات لم تحقق اهدافها المطلوبة.
وهذا ما قاد القائد بوصف ما يحدث وسط القوى السياسية الداخلية عمل الناشطين وليس عمل سياسيين لهم تجربة سياسية تقودهم إلى تأسيس دولة سودانية جديدة وبقدر حجم تحديات الأزمة.