مبادرة إيد على إيد تعانق الكرامة وتحيي الأمل (3)

ضل الحراز: علي منصور حسب الله

 

 

 

 

سنادة رجل المهام الصعبة وشكر الله نهر الإبداع

 

 

 

 

 

 

لم يكن النجاح اللافت الذي حققته مبادرة (إيد على إيد) وليد صدفة، بل جاء نتيجة جهد دؤوب، وتفانٍ نادر، وعمل جماعي متكامل، قاده رجال مخلصون حملوا الأمانة بصدق، وسهروا الليالي بلا كلل أو ملل ليحولوا الفكرة إلى واقع حيّ ومؤثر.

 

 

 

 

 

 

ورغم أن المبادرة انطلقت بتوجيه كريم من السيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، مما منحها مكانة خاصة وأبعادًا وطنية وإنسانية عميقة، إلا أن ما جعلها تتحول من مشروع على الورق إلى نبض في الشارع السوداني، هو وقوف ثلة من الرجال الصادقين خلفها، ممن جسدوا معنى الشراكة الحقيقية، وقدموا صورة مشرقة للعمل الجماعي المبني على الإرادة والالتزام.

 

 

 

 

 

في عالم تتناسل فيه التحديات وتتعقّد فيه المشكلات، تظهر من حين إلى آخر نماذج فريدة، تستحق أن تُلقّب بـ”أصحاب المهام الصعبة”. أولئك الذين لا يعرفون الاستسلام، ولا يتراجعون في وجه الشدائد، بل يصنعون من كل محنة فرصة، ومن كل عثرة سلّمًا نحو الإنجاز.

 

 

 

 

 

عرفنا أن (أصحاب المهام الصعبة) هم الذين تتوجه إليهم الأنظار في لحظات الأزمات الكبرى. هم من يستنجد بهم الواقع حين تضيق الخيارات، ويتطلب الموقف شجاعة وحنكة ومرونة في آنٍ واحد. من بين هؤلاء، يشرفني أن أذكر زميلًا وصديقًا عزيزًا هو الأستاذ عادل سنادة، الذي يُعد بحقّ تجسيدًا لهذا النموذج.

 

 

 

 

 

 

عادل ليس مجرد صحفي نشيط أو إداري كفء، بل هو رجل يمتلك بصيرة نادرة، وروحًا هادئة تُبسط الأمور المعقدة، وعقلًا راجحًا يزن المواقف بحكمة. بفضل شبكة علاقاته القوية، أصبح عادل نقطة التقاء للحلول، وجسرًا متينًا لتجاوز العقبات. يتمتع بشخصية متماسكة، وعزيمة راسخة، ويدرك تمامًا أن أعظم رأس مال في الحياة هو الإنسان، وأن العلاقات المبنية على الاحترام والثقة تفتح أبواب النجاح.

 

 

 

 

 

 

لقد عملت مع عادل في أكثر من محطة، وشهدته في ميادين العمل يقدم المساعدة بلا تردد، وينصح بلا تكلّف، ويعمل بلا ضجيج، متجردًا من أي مكاسب شخصية، ومدفوعًا فقط بحبه لوطنه وحرصه على نجاح كل عمل وطني صادق.

 

 

 

 

 

 

وهذا المقال، وإن جاء تحية لعادل سنادة، فإنه أيضًا رسالة تقدير لكل (أصحاب المهام الصعبة) في حياتنا العامة. فهؤلاء هم الذين لا يهابون المسؤولية، ولا يخشون الصعاب، بل يتقدمون الصفوف حين يتراجع الآخرون، ويصنعون الفرق في اللحظات الفارقة.

 

 

 

 

 

 

يقول المثل: (الرجال لم يُخلقوا إلا للمهام الصعبة)، وهذا ما يميز القادة الحقيقيين: إقدامهم، لا تراجعهم. وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف)

أتذكر هنا قصة فريق تسلق جبل إيفرست البريطاني، الذي فقد أحد أفراده أثناء المحاولة الأولى. وبعد عودتهم، وقف قائد الفريق أمام صورة الجبل قائلًا: (لقد هزمتني اليوم، لكنني سأعود… وسأهزمك) وبالفعل عاد بعد سنوات، واعتلى القمة، حاملًا علم بلاده بفخر.

هكذا تُبنى الإنجازات، وهكذا تُصنع العظمة: بالإصرار، والصبر، والعزم.

 

 

 

 

 

 

وفي مبادرة (إيد على إيد) وهي القلب النابض لمبادرة (عافية وطن) نلمس هذه الروح الجبارة. فقد جاءت هذه المبادرة الوطنية الشاملة لتدعم أسر الشهداء والمصابين والمحتاجين، ممن أنهكتهم الحرب وضاقت بهم سبل العيش. إنها مبادرة تضع الكرامة الإنسانية في قلب أهدافها، وتبعث برسالة أمل قوية لكل بيت سوداني تأذى من ويلات الصراع.

 

 

 

 

 

ولا يمكن الحديث عن هذا النجاح دون الإشارة إلى الشخصيات التي صنعت هذا الأثر، وعلى رأسهم عادل سنادة ورفيقه شكر الله خلف الله، الفنان المبدع الذي لا يزال ينبض عطاءً وإلهامًا.

 

 

 

 

 

 

شكر الله، ذلك المبدع الذي وصفه البعض بـ(النهر الذي لا ينضب) ترك بصمة واضحة منذ أن شارك في تأسيس صحيفة (الشارع السوداني) عام 2014م، حيث أبدع في اقتراح شعارها البديع: (الشارع السوداني.. عين على الحدث.)

 

 

 

 

 

رجال من هذا الطراز هم من يشعلون شموع الأمل في زمن الظلمات، وهم من يستحقون التحية في زمن يحتاج فيه الوطن إلى كل يد تبني، وكل قلب يضخ حبًا وإخلاصًا.

 

 

 

 

فلنمضِ جميعًا، يدًا على يد، وعافية لوطننا الحبيب.