عطبرة: الشارع السوداني
كشفت منظمة أطباء بلا حدود عن تداعيات خطيرة للهجمات الجوية بالطائرات المسيّرة التي استهدفت محطة توليد الكهرباء في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل في 25 أبريل الماضي، وقالت إن القصف، الذي يُعتقد أن قوات الدعم السريع نفذته، أدى إلى انقطاع كبير في التيار الكهربائي ما زال مستمرًا حتى الآن.
وأوضحت المنظمة في بيان إطلعت عليه «الشارع السوداني» أن هذا الانقطاع أثّر بشكل مباشر على توفر المياه النظيفة للسكان، وأدى إلى تقليص إنتاج الأوكسجين الطبي، مما شكّل تهديدًا حقيقيًا للمرافق الصحية، خاصة في مستشفى عطبرة التعليمي، الذي يعمل حاليًا بمولد واحد فقط.
وشهدت المدينة أيضًا قصفًا على مخيم المقرن للنازحين، الذي كان يأوي أكثر من 500 شخص، مما أسفر عن مقتل 12 مدنيًا وإصابة 30 آخرين، بينهم نساء وأطفال تعرّضوا لحروق خطيرة.
وقالت منسقة الطوارئ لدى أطباء بلا حدود في السودان، مارتا كازورلا، إن “الهجمات على البنية التحتية الحيوية كمحطات الطاقة لها آثار مدمّرة على صحة المجتمعات المحلية، وتزيد من انهيار النظام الصحي المثقل أصلًا بالأزمات”.
وأشارت المنظمة إلى أن توقف محطة معالجة المياه زاد من مخاطر انتشار الأمراض المنقولة بالمياه، مثل الكوليرا، لا سيما وأن عطبرة كانت قد شهدت تفشيًا لها أواخر عام 2024.
وامتدت الهجمات بالطائرات المسيّرة مؤخرًا إلى ولايات أخرى، منها البحر الأحمر، وكسلا، وجنوب دارفور، ما يشير إلى تصعيد في استخدام هذا النوع من الهجمات في مختلف أنحاء البلاد.
ودعت منظمة أطباء بلا حدود جميع الأطراف إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وحماية المدنيين والبنية التحتية، في ظل استمرار الصراع للعام الثاني على التوالي.