فلسفة التكايا في دارفور: من إرث السلاطين إلى مبادرات الشباب

كتب: د. إبراهيم ابكر سعد

 

كفيت أيها الرشيد الراشد

أوضح الحفايا للأجيال التى بعدت عن تاريخها وأمجاد أجدادهم.

إستأذنك لبعض الأضافات….إن فلسفة التكايا منذ نشأءة السلطنة عموما وذلك بأمر سلاطينها لعمالهم في الإدارات الأشائرية من مستوى الملك وسلطان النحاس القبلى وحتى مستوى شيخ الأرض من ضمن تكاليفها بإمرة المجموعة يلزم ويلتزم بناء ما يعرف بالخلوة لإستقبال الضيوف وتقديم الخدمات لهم وذلك بحكم أن دارفور محطة أستجمام للوافدين من (دار غرب)ويقصد بها القادمين من غرب أفريقيا عبر طريق الحج الأفريقى العظيم متجهين للأراضى المقدسةعبر درب الأربعين حتى أسيوط بمصر لبيع ما لم يلزم السفر الطويل من ماعز ونعال وغيرها ويتم شراء الكسوة من الكمير ويحزم ما يقى من أموال فى(صرة)وهو كيس مأمون للإنتاج النقدى للمعوزين والمحتاجين والعلماء الدين إضافة لأير المقدس وإمام المسجد والمؤدن،بعدها بالمثل فى كربلاء والمدينة المنورة وخاتم المسك أمير مكة وحمام الحرم والمؤذنين ، كان الطريق بدءا بالمسجد الأقصى ثم كربلاء ومنها المدينة المنورة وانتهى بمكة المكرمة. هكذا كان الطريق وياتى هذا العبور لسببين ريئسيين:

× توسط دارفور جغرافيا لأفريقيا

×قافلة محمل دارفور مزودة بحراسة سلطانية.

لهذا يلزم بناء خلوة الضيوف كتكية مجتمعية وبالتالي هى محطة للضرا الكبير بالقرية أو الدامرة الواقعتين على الطريق وبجوار الخلوة المسيك الملحق بمسجد.

 

 

لم تنفك هذه الإرادة الإدارية حتى فترة حكم السلطان على دينار حيث تكية الفاشر كانت من نصيب الشيخ عثمان أبو تكية (جد الدكتور سعد أبو زيد وأخوانه) ولا تزال الخلوة والمسجد قائمتين بالفاشر .وهى على نفقة الإدارة ألأهلية وتجار البلد، أما تكية المهدى فهى كانت من حر مال وجهد الأنصار المهديين الذى دفعوا كل ما يملكون وجهود الذاتية هبة لله زودا للمهدية.

 

 

إن أستنطاق فلسفة التكايا بالفاشر هنا نرفع التحية للشاب الناشط المجتمعى (محى الدين شوقار) فقد برزت من ضمير هذا الشعب الفاشرى المتشرب بتراثه و تاريخه حتى الأبناء الذين هم خارج الفاشر كانت أيديهم سقية لدعم أهلهم فى نكبتهم بارك الله فيهم هذا فضلا على الإدارة الرشيدة و الأمين الزاهدة من محى الدين وصحبه البررة الميامين…إنطلقت لتتعدى حدود جغرافية الفاشر المدينة نسأل الله أن يبارك فيهم.

 

 

قصدنا بهذه الأضافة الموجزة لنعبر عن إمتناننا بهم جميعا وأن يسلك دربهم الآخرون صدقا وشفافية.