بورتسودان: الشارع السوداني

شهدت فعاليات المؤتمر الصحفي لهيئة كردفان الشعبية لنصرة الوطن الذي إنعقد بدار الشرطة في مدينة بورتسودان تأكيدات واسعة على خطورة الأوضاع الإنسانية والأمنية التي تعيشها ولايات كردفان وسط دعوات لتوحيد الصف ودعم القوات المسلحة في مواجهة مليشيا الدعم السريع.

وقال الأمين العام للهيئة د. سليمان حديد إن انعقاد المؤتمر يأتي في ظرف بالغ التعقيد، لجهة أن عدد من مدن كردفان ما بين محاصرة ومحتلة، مؤكداً أن كردفان كانت سبّاقة في إطلاق مبادرة المقاومة الشعبية على مستوى السودان لقناعتها أن أمن السودان من أمن كردفان، مجدداً دعم الهيئة الكامل للقوات المسلحة داعياً في الوقت ذاته جميع أبناء المنطقة إلى مؤازرتها لدحر المليشيات التي ظلت ترتكب انتهاكات ترقى لجرائم ضد الإنسانية.

وأوضح حديد أن موارد السودان الأساسية من ذهب وبترول وغيرها، تتركز في كردفان محذراً من أن التقاعس سيؤدي لتكرار ما حدث في الجنينة والفاشر من قتل وسحل وتشريد مشدداً على ضرورة التحرك العاجل لفك الحصار عن المدن المحاصرة وإنقاذ الالاف من المواطنين الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والإيواء

من جانبه لفت رئيس الهيئة عبدالله أحمد علي بلال أن ما يجري في كردفان يمثل تهديداً مباشراً لاستقرار المواطنين مؤكداً أن الانتهاكات لن تُضعف عزيمة السكان وأن أهل كردفان سيواصلون القتال إلى جانب القوات المسلحة حتى آخر جندي وطالب أبناء كردفان داخل السودان وخارجه بالمساهمة المالية والعينية لدعم المقاومة الشعبية وتجهيز المتحركات لدحر مليشيا الدعم السريع المتمردة

ودعا بلال الدولة إلى الإسراع في توفير معدات القتال والاستفادة من الكوادر التي خضعت للتدريب كما طالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته إزاء ما يحدث في كلوقي وغيرها من المناطق موجهاً رسالة للإمارات بوقف دعمها للمليشيا متعبراً اياها مشاركة في كل جرائم القتل والتشريد والاغتصاب التي حدثت للسودانيين

فيما اوضح ممثل اتحاد عموم دار حمر الفريق آدم حمد إن ما تتعرض له كردفان هو تغيير ديمغرافي وإفقار ممنهج مؤكداً ضرورة رص الصفوف وإعلان متحرك الشهيد عبدالقادر منعم منصور للدفاع عن الإقليم. وقطع أن المليشيا لا تعرف الإنسانية، ولا يمكن التعويل على مؤسسات الأمم المتحدة التي وصفها بالمتواطئة .

من جهته دعا رئيس تنسيقية الحوازمة عمر سومي إلى إنشاء درع كردفان للاستفادة من الكوادر البشرية ودعم القوات المسلحة بينما شدد ممثل تنسيقية المسيرية د. أحمد فرح عز الدين على ضرورة تصنيف المليشيا كمنظمة إرهابية مؤكداً أن الأسلحة التي ظهرت في بابنوسة مدعومة من دول خارجية معروفة من بينها الإمارات

بينما قال ممثل الهيئة الشعبية لمنطقة أبيي مهند السيد حمدين إن دخول المليشيا إلى المنطقة رغم أنها منطقة منزوعة السلاح حرمها من خدمات إعادة الإعمار مؤكداً أهمية الحشد الشعبي لمواجهة التهديدات فيما ندد ممثل دينكا نقوك جون زكريا أتيم بما وصفه مؤامرة خارجية تستهدف السودان، داعياً الجميع للالتفاف حول القوات المسلحة والدفاع عن كردفان وأبيي.

من جانبه كشف دكتور عباس إدريس جعفر عن أوضاع إنسانية حرجة في جنوب كردفان، خاصة في كادقلي والدلنج مشيراً إلى تزايد معدلات سوء التغذية وسط الأطفال مطالباً بدعم المؤسسات الشعبية وعلى رأسها المقاومة.

وطالب ممثل تنسيقية شرق السودان مبارك النور بإعلان حالة الطوارئ القصوى، وتكوين حكومة حرب تقاتل في الصفوف الأمامية مع القوات المسلحة بدل الجلوس في المكاتب داعياً الدولة لتبني درع كردفان بجانب إلزام شركات البترول بالمساهمة في معركة الكرامة

فيما قطع رئيس رابطة إعلاميي كردفان ودارفور علي منصور إن توحد كردفان سيُحدث الفارق محذراً من استمرار التغيير الديمغرافي متهماً في الوقت نفسه المنظمات الدولية بالتواطؤ في إسقاط الفاشر وبابنوسة. واكد أن الرهان على الخارج (خاسر)، داعياً السودانيين لدعم المبادرات الشعبية المساندة للقوات المسلحة لدحر مليشيا الدعم السريع المتمردة.

وخلال المؤتمر تم التذكير بجريمة كلوقي التي راح ضحيتها 89 طفلاً و18 امرأة و48 رجلاً وعدد من الجرحى بضربة واحدة، إضافة إلى اختطاف 500 شاب في أبو كرشولة وهي انتهاكات تعتير مخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني وترقى للابادة الجماعية.