محي الدين إبراهيم جمعة يكتب …. الدكتورة هنادي النور …. أيقونة مقاومة المرأة السودانية في الفاشر 

محيي الدين إبراهيم جمعة

 

ظهرت الدكتورة هنادي النور على السطح كواحدة من الآف النساء السودانيات اللائي تناضلن من أجل السودان الجديد. وفي مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور عملت هنادي مع اخوانها واخواتها بعد تفاقهم الأحداث في المدينة جراء القصف المدفعي لمليشيا الدعم السريع تجاه الأعيان المدنية.

 

لقد تسبب هذا القصف المدفعي في تدهور الأوضاع الإنسانية خاصة وسط النساء والأطفال وكبار السن. يضاف إلى ذلك الحصار الذي فرضته المليشيا وتسبب في منع دخول المساعدات الإنسانية والسلع الضرورية والأدوية المنقذة للحياة والحمل مما أدى إلى تفاقهم الأوضاع الإنسانية ويقود المليشيا إلى ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وابادة جماعية.

 

لقد جسدت هنادي نضالات المرأة السودانية وبصورة خاصة نساء الريف السوداني وهي امتداد وتأكيد لمشاركة الفاعلة للمرأة في قيام ثورة ديسمبر ٢٠١٨. والتي شاركت فيها بصورة فاعلة في دعم المتظاهرين من خلال أعداد الطعام ورفع المعنويات وصناعة التماسك المجتمعي الثوري بين المكونات السودانية المختلفة من خلال الأغاني والزغاريد وهي سمات الثقافة السودانية الي تعزز في الرجال الشجاعة والثبات في ميدان القتال لمواجهة العدو .

 

لقد شاركت هنادي في دعم القوات المسلحة ولجان المقاومة والمقاومة الشعبية والقوة المشتركة والجرحى والمصابين من المدنيين الذي نقلوا إلى مستشفى الفاشر لتقى العلاج تقدم لهم الطعام والشراب وإعداد المكان فضلا عن مشاركتها في الصفوف الامامية مع القوات المسلحة والمقاومة الشعبية والقوة المشتركة تدافع عن مدينة الفاشر من السقوط.

 

هذه المشاركة النسوية في المقاومة المسلحة لا تنفصل عن تجربة المرأة السودانية  منذ كنداكات كوش  وميارم دارفور في سلطنة دارفور مرورا بمشاركتها في الحركة الوطنية السودانية مثل عازة محمد عبدالله زوجة البطل السوداني على عبداللطيف وغيىها من نساء السودان في الحركة الوطنية ونساء وكنداكات ثورة ديسمبر.

 

هذه الحرب كشفت عنصر مهم وهو أن الرجل السوداني سواء أكان في القوات المسلحة او القوة المشتركة او المقاومة الشعبية لم يقاوم لوحده بل معه المرأة السودانية وهذه المشاركة تكذب الأقوال المضللة أن المرأة ضعيفة لا يمكن اعطاءها حقها الكامل الدستوري. ورغم كل ذلك ظلت المرأة السودانية تناضل لتحصل على حقوقها العادلة في السلطة وفي الثورة وتحقيق السودان الجديد القائم على العدالة الاجتماعية والمساوة .