دارفور – الشارع السوداني
في تطور لافت داخل المشهد القبلي بدارفور، كشفت مصادر مطلعة عن تحركات يقودها ناظر قبيلة الرزيقات، محمود موسى مادبو، لوقف عمليات التجنيد في صفوف مليشيا الدعم السريع، وسط تحذيرات صريحة أطلقها الناظر من أن الحرب الدائرة في البلاد تمضي نحو نهاية خاسرة، لا تعود بالنفع على القبائل، بل تهدد النسيج الاجتماعي برمّته.
وبحسب تسريبات خاصة حصلت عليها الشارع السوداني، فقد رصدت أجهزة تابعة للدعم السريع اتصالات سرية أجراها الناظر مادبو مع وجهاء وأعيان من الرزيقات، دعاهم خلالها إلى وقف دعمهم لعمليات التحشيد، ووجّه بضرورة حماية شباب القبيلة من الاستنزاف في معركة وصفها بـ”العبثية” و”غير الوطنية”.
اتهام مباشر لعبد الرحيم دقلو
في ذات السياق، نقلت التسريبات عن الناظر موقفاً حاداً تجاه قائد ثاني المليشيا عبد الرحيم دقلو، محملاً إياه مسؤولية مباشرة عن مقتل أفراد من أسرته، على خلفية صراعات قديمة بين فروع من العطاوة حول زعامة الرزيقات.
وفي مقطع مسرّب، قال مادبو وهو يهمس لبعض خاصته: “الزول ده عدم القبيلة… طفاي النار”
في إشارة إلى عبد الرحيم دقلو، معتبرًا إياه شخصية تسببت في إشعال الفتن داخل القبيلة، وتنفيذ أجندات لا تخدم أبناء دارفور.
دعوة للانسحاب من الدعم السريع
وكثّف الناظر من تحركاته خلال الأيام الماضية، داعيًا إلى انسحاب شباب الرزيقات من صفوف الدعم السريع، مشيرًا إلى أن استمرار القتال لن يؤدي إلا إلى توسيع دائرة الخسائر، وأن نيران المعركة ستصل إلى داخل ديار القبيلة إن لم يتم تدارك الموقف.
وأكد مادبو أن المليشيا تحاول استغلال البُعد القبلي كأداة لحرب لا تخدم إلا مصالح خارجية، مطالبًا أبناء الرزيقات بالتحلي بالمسؤولية والحكمة، ووضع مصلحة السودان فوق كل اعتبار.
تحول نوعي في المواقف القبلية
تأتي هذه التحركات في وقت يشهد فيه الحاضنة القبلية التقليدية للدعم السريع انقسامات متزايدة، خاصة بعد اتساع رقعة الانتهاكات التي طالت المدنيين في ولايات دارفور وكردفان والخرطوم، ما دفع بعدد من الزعامات الأهلية إلى مراجعة مواقفها السابقة.
ويرى مراقبون أن موقف الناظر مادبو يشكل منعطفًا مهمًا في موازين القوى الاجتماعية بدارفور، ويعكس تصدّعًا حقيقيًا في الخطاب الذي تبنته المليشيا طوال الفترة الماضية، والمبني على استقطاب قبلي واسع.
وتُعد دعوة مادبو للتراجع عن دعم الدعم السريع، بمثابة رسالة صريحة إلى القبائل الأخرى بأن المعركة لم تعد قضية “هامش ومركز”، بل صراع مفتوح يُستنزف فيه الشباب وتُستباح فيه المناطق
