“منتصف الطريق” (1)
في مطلع رحلتي المهنية كان لي الشرف أن أكون جزءًا من عالم منظمات المجتمع المدني في السودان حيث انطلقت مع مجموعة متنوعة من المنظمات الإنسانية كان أبرزها اللجنة المستقلة لحقوق الإنسان ومركز الخرطوم الدولي لحقوق الإنسان. تحت إشراف مديرها العام الخبير الدكتور أحمد المفتي، الذي لم يدخر جهدًا في تعليمي أُسس العمل الإنساني وحقوق الإنسان.
على مدى أربع سنوات، من عام 2006 حتى عام 2010، توليت منصب مدير لفرع مركز الخرطوم الدولي لحقوق الإنسان و نلت شهادة خبير و مرجع في مجال حقوق الإنسان من ذات المركز حيث كان لي دور فعال في إدارة العمليات وتنسيق الجهود في التنوير عن قائمة حقوق الإنسان و الصكوك الدولية التي تشمل 32 بند تشمل الحق في تقرير المصير إلى اخي بند 37 من الميثاق الدولي لحقوق الإنسان وهو الحق في حماية الاقليات و هي قوائم أساسية في اللجنة الدولية لحقوق الإنسان ..كما انتقلت بين مختلف الإدارات تحديدا مع مكتب حقوق الإنسان السامية التابعة للأمم المتحدة بالخرطوم لم تكن تلك الفترة مجرد عمل بل كانت تجربة غنية بالتعلم والتطور حيث ساهمت في تأسيس العديد من المنظمات الجديدة الإنسانية.
وفي خضم هذه النشاطات، أطلقت مبادرة خاصة بي مبادرة إطلاق سراح النساء من سجون النساء بولاية الخرطوم بسبب صنع الخمور .. و اتذكر حينها كتبت خطابا مفتوحا لرئيس الجمهورية عمر أحمد البشير مناشدا الرئيس بإطلاق سراح النساء التي يتم القبض عليهم من شرطة النظام العام ..بسبب صنع الخمور وبيعها… وضع بدائل لهن وقد تمت الاستجابه على المناشدة حيث وضع برنامج لحلول مثل انطلاق سراحهن و اعطاهن مشاريع صغيرة بديلة لفكرة صنع الخمور إلا ان ذلك المشروع لم تنجح و لم تشملهن جميعا.
ثم بدات في تأسيس منظمة سميتها حينها “الهيئة القومية لدعم السلام”. كانت تلك الخطوة بمثابة انطلاقة جديدة استلهمت منها رؤيتي في تعزيز قيم السلام والمساواة بل الدعم للأسرة و قد أطلقت الكثير من المبادرات منهم الختان الجماعي بمنطقة جبل اولياء و مبادرة الإسناد للمواطنين جنوب السودان بمعسكرات ولاية الخرطوم و برنامج التعليم إضافة إلى مشاريع اصحاح البيئه.
لكن شغفي بالعمل المجتمعي لم يقف عند هذا الحد، بل دفعني أيضًا للتوجه نحو عالم الإعلام حيث أدركت أهمية الإعلام في توصيل القضايا الإنسانية وتعزيز الوعي العام. من هنا بدأت مغامرة جديدة، أستكشف من خلالها الطرق التي يمكنني التعلم منها و فوائدها في النضج السياسي و الإعلامي .
يتبع