منتصف الطريق(2)
رحلة الحلم والسلام
بقلم استيفن لوال
هنا بدأت رحلتي للبحث عن الذات إلى الانتماء للنضال و رؤية الحركة الشعبية لتحرير السودان وفي عام 2002، كانت الحياة تبدو وكأنها مسرح لأحداث عظيمة تتشكل من حولي، بينما كنت أنا في مرحلة البحث عن ذاتي وسط زخم الأحلام والطموحات. وقتها بدأت أتابع بشغف أخبار مفاوضات الترتيبات الأمنية بين الحكومة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان. كان كل خبر يحمل في طياته أملًا جديدًا ومشاعر متضاربة بين القلق والترقب.
في تلك الفترة كنت أعيش صراعًا داخليًا بين واقعي الذي يحتاج إلى التغيير وحلمي الكبير في استكمال تعليمي. شعرت بحاجة ملحة للبحث عن معنى أعمق لحياتي، وبدأت أتساءل كيف يمكنني أن أكون جزءًا من هذا التغيير الذي يبزغ في الأفق؟
مع تعمقي في التفكير…بدأت أرى الحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الشعبي كأكثر من مجرد تنظيم رأيتهما كرمز للنضال والتحرر كصوت يحمل تطلعات الملايين وآمالهم في غد أفضل. كانت أفكار التحرر والعدالة تنبض في قلبي وأصبحت فكرة الانضمام إليهم أقرب من أي وقت مضى.
بينما كنت أعيش تلك المشاعر كانت الترتيبات الأمنية تترجم على أرض الواقع شيئًا فشيئًا. بحلول عام 2003، بدأت بذور السلام تنمو وكانت النتيجة ميلاد اتفاقية السلام الشامل في عام 2005. كان ذلك الحدث نقطة تحول تاريخية إذ أشعلت بشائره فرحًا في قلوب كل السودانيين.
يومها توافد أكثر من ثمانية ملايين شخص من مختلف أنحاء السودان إلى الساحة الخضراء في الخرطوم ليشهدوا شعلة السلام التي أضاءت تلك اللحظة التاريخية كان الحضور يعكس وحدة نادرة وتطلعات شعب أنهكته الحروب لكنه لم يفقد الأمل.
في أغسطس من العام نفسه، شعرت أن الوقت قد حان لاتخاذ خطوة ملموسة نحو تحقيق حلمي في أن أكون جزءًا من هذه المسيرة التاريخية توجهت إلى مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الشمال، في الحاج يوسف، شارع واحد. هناك، ملأت استمارة العضوية وكأنني أضع أول بصمة في رحلة جديدة مليئة بالتحديات والإيمان.
كانت تلك اللحظة بداية لانتماء حقيقي ليس فقط للحركة بل لفكرة كبرى فكرة أن النضال يمكن أن يصنع مستقبلًا أفضل وأن الحلم لا ينتهي أبدًا طالما كانت هناك إرادة للتغيير.
يتبع