تقرير: عبدالعظيم البشرى
أربكت الإنتصارات المتلاحقة وما يحدث تحول في مسار العمليات العسكرية لمصلحة الجيش السوداني والقوات المشتركة بشمال دارفور الخطط العسكرية لمليشا الدعم السريع التي دائماً ما تكون في موقف الهجوم عكس الجيش والمشتركة، فيما يؤكد الهجوم المباغبت الذي نفذته القوات على معاقل المليشيا أنها لا تزال تحتفظ بقدرات كبيرة جداً رغم الحصار الشديد والمدة الطويلة التي مضت منذ بدء القتال.
منطقة: هاءمي (الزُرق):
ويمثل الهجوم المباغبت الذي نفذته القوات المسلحة والمشتركة على منطقة هاءمي أو الجبال الزُرق ضربة قوية لمليشيا الدعم السريع لطالما إعتبرتها جزءاً من نفوذها العسكري في السنوات الأخيرة.
و في عملية عسكرية نوعية تُشكل “ضربة قاصمة” لميليشيات الدعم السريع، تمكنت القوات المسلحة و المشتركة من بسط السيطرة الكاملة على معسكرات قتالية بقاعدة هاءمي (الزُرق)، العسكرية التابعة للمليشيا في ولاية شمال دارفور، وإستولت من خلالها على عتاد عسكري ضخم ودمرت أجهزة تشويش بحسب بيان القوة المشتركة.
قادة ميدانيين:متحرك محور الصحراء قدّم العديد من الإنجازات ونجح في دك القاعدة الرئيسية الأولى للتمرد في السودان
و بحسب قادة ميدانيين تحدثوا لـ”دارفور الآن” أن متحرك محور الصحراء قدّم العديد من الإنجازات ونجح في دك القاعدة الرئيسية الأولى للتمرد في السودان (الزُرق) التي تتمتع بأكثر من 8 قاعدة بدءاً من مناطق من وادي هور إلى الزرق وهي مهمتها حماية القاعدة الرئيسية الأولى المتصلة بعدد من دول الجوار عبر حدود صحراوية وبها إمكانيات كبيرة من أجهزة تشويش، وأكد القادة الميدانيين أن القوات وجدت 3 مخازن إستراتيجية ومخازن أرضية كبيرة بها وقود وأسلحة نوعية وتحصلت على عربات عسكرية وأخرى مصفحة.
و بالعودة إلى خلفية منطقة (الزُرق)، فقد شهدت المنطقة نشاط مُكثف من قبل مليشيا الدعم السريع فى العام 2017، لتتشكل من جزئين: قاعدة عسكرية ظل الإقتراب منها ممنوعاً ومنطقة سكنية هدف منها نقل مجموعات من الرزيقات الأبالة للإستقرار بعد توفير بعض الخدمات مثل الماء، وبالفعل إنتقلت بعض المجموعات إليها.
إستعادة السيطرة على مناطق بمحلية مليط:
واصلت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح في خطتها الهجومية لإسترداد المناطق من قبضة المليشيا، إستطاعت من خلالها الدخول إلى مناطق: “دري شقى” و ” ساني حلف ” والصيّاح ، التي كانت مليشيات الدعم السريع ترتكز فيها منذ حوالي ستة أشهر، وأسفرت العملية العسكرية التي نفذتها المشتركة عن كسر الخط الدفاعي الرابط بين مليط والمالحة، والذي كان يُستخدم كدفاع إستشعاري من قبل المليشيات بحسب عضو اللجنة الإعلامية للقوة المشتركة جمال عيساوي(حوليوس).
فيما قالت مصادر عسكرية لـ”دارفور الآن” إنّ منطقة (حِلف) هي منطقة إستراتيجية كانت المليشيا قد أسقطت فيها طائرة إماراتية تحمل امدادات عسكرية لها.
مصدر عسكري: منطقة (حِلف) التي استعادتها المشتركة هي منطقة إستراتيجية.
خطة عسكرية إستراتيجية:
و كشف رئيس حركة جيش تحرير السودان قيادة مناوي بولاية شمال دارفور والقائد الميداني محمد آدم كش أن القوات المسلحة والمشتركة وضعت خطة إستراتيجية في إطار تحرير المدن التي دنستها مليشيا الدعم السريع الإرهابية بجانب مناشدات ومطالبات المواطنين بضرورة الحصار عن الفاشر، وأشار في تصريح خاص لـ”دارفور الآن” إلى أنهم جهزوا عدد من القوات لأكثر من 10 محور بدارفور، مهمتها إستعادة المدن المغتصبة بدءاً من الجنينة، زالنجي، نيالا، الضعين وفك حصار الفاشر ليرتاح المواطن من القصف المدفعي والتشريد والقتل على أساس إثني.

ولفت كش إلى أن كل الجرائم التي ترتكبها المليشيا العلاج الوحيد لها هو إبعادها من تلك المناطق و هذا ما جعل القوات المسلحة السودانية والمشتركة في إقليم دارفور تتحول من حالة الدفاع إلى الهجوم، مؤكداً بدء القتال في عدد من المحاور منها محور الصحراء ومحور غرب دارفور، كاشفاً عن عمليات عسكرية في الساعات القادمة تفرج الداعمين للقوات المسلحة والمشتركة.
كش: القوات المسلحة والمشتركة وضعت خطة إستراتيجية في إطار تحرير المدن التي دنستها مليشيا الدعم السريع
إنشقاق الجنرال جاموس:
وفي خطوة مفاجئة أعلن القائد بتجمع قوى تحرير السودان قيادة الطاهر حجر الجنرال علي ادم علي إنشقاقه عن التجمع وانضمامه للقوة المشتركة بالفاشر بكامل قواته. وقال في بيان تلقته “دارفور الآن” إن رئيس الحركه رهن إرادة حركته لمليشيا الدعم السريع واصبحت الحركه دمية في يد المليشيات تنفذ ما يملي عليهم ضاربين بمبادى الحركه وتاريخها النضالى الطويل على عرض الحائط من أجل ألقاب زائفة يتباهون بها. يعد الجنرال علي ادم علي من أهم قادة الطاهر حجر وجميع القوات تحت امرته، وبحسب عسكريين فإن انسلاخ الجنرال علي آدم يحيى (جاموس) من قوات الطاهر حجر وانضمامه للقوات المسلحة يمثل إضافة للقوات المسلحة والمشتركة ويساهم في فك الحصار المضروب على مدينة الفاشر.

مناوي: متحركات بهدف استعادة الوطن وكرامة المواطن من أفعال الجنجويد.
ضربة موجعة:
وأشار الفريق حنفي عبدالله افندي الخبير العسكري ومدير مركز السودان لدراسات الإرهاب إلى أن عملية الهجوم على قاعدة الزرق وتوابعها , وانهاء وجودها تعد اهمية وبعداً عسكرياً لصالح القوات المسلحة والمشتركة، لافتاً أن هذه الضربة الموجهة في الزرق تشكل امتداداً لمثيلاتها في صمود الفاشر وجبل موية وسنجة والدندر وامدرمان والخرطوم بحري وكردفان , كل ذلك مع عملية وادي هور تشكل زلزالا مؤثرا وموجعا لآل دقلو , لأن منطقة الزرق كانت هدفا استراتيجيا.
وأوضح الفريق حنفي أن خسارة المليشيا لقاعدة الزرق والقواعد الخمس المجاورة لها , عبر الانتصار الساحق لقوات الجيش والمشتركة , وتدمير بنيتها التحتية ومركز التشويش المتقدم , والحصول على ما تحتويه مستودعات الأسلحة الاستراتيجية والمركبات القتالية و التمكن من نقلها خارج القواعد, كل ذلك شكل دفعة معنوية للقوات ستؤثر ايجابياً في كل المعارك بالمحاور المختلفة
ستشكل متغيرات كبيرة في نتائج العمليات العسكرية في جبهات القتال المختلفة , وستسرع كذلك من وتيرة الانسحابات والانقسامات و الهروب والاستسلام و التي بدأت تتصاعد حدتها منذ الهزيمة المدوية التي تلقتها المليشيا في جبل موية.
ونوه أن هناك شواهد بالغة الدقة وتكتيكات قتالية بطولية يشهدها العالم , بما تسطره قوات الجيش والمشتركة والمستنفرين , من دروس وعبر ستدرس لاحقاً في الأكاديميات العسكرية.
خبير عسكري: ما تسطره قوات الجيش والمشتركة والمستنفرين من دروس وعِبر سيدرس لاحقاً في الأكاديميات العسكرية.
فك الحصار والتحرير الشامل:
ونشر حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي فيديو على صفحته بالفيسبوك للقوات المشتركة في محور الصحراء قال إنها نحو تحقيق التحرر وفك الحصار، بهدف استعادة الوطن وكرامة المواطن من أفعال الجنجويد.
وتتعرض العشرات من قرى ولا شمال دارفور، لمأساة إنسانية مروعة، حيث يتعرض عشرات المواطنين العزل للقتل على يد مليشيات الدعم السريع وذلك لأسباب عرقية وإثنية، استهدفت الأطفال والنساء عبر عمليات القصف الوحشية وحرق معسكرات النازحين و سكان مدينة الفاشر.

و أكد مناوي الذي يتولى الإشراف على القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح أن إستهداف الأطفال في الفاشر و زمزم والمجازر البشرية في ابوزريقة وبقية القرى، لا تردها المشتركة إلا على صدور المقاتلين مغتصبي النساء وقتلة الأطفال.