المقولة الشعبية “الدواس في الوادي والسلام في الرادي” تعكس حكمة متوارثة بين الأجيال، وتعني أن المواجهة والصراع الحقيقيين يحدثان في ساحة المعركة أو الواقع الفعلي (حيث يرمز “الوادي” إلى الميدان)، بينما السلام والتفاوض يتمان عن بُعد أو عبر وسائل التواصل غير المباشرة (حيث يشير “الرادي” إلى الراديو أو الوسائل الصوتية).
ودلالات المقولة: تشير إلى أن المواجهة الحقيقية تكون على الأرض وليس فقط عبر التصريحات أو المناقشات البعيدة عن الحدث فالكلام لا يكفي وحده: أحيانًا لا يمكن تحقيق النصر إلا بعد المواجهة المباشرة.
لذلك يجب الاستعداد للمواقف الصعبة التي تدعو إلى الاستعداد للمواقف الحاسمة بدلاً من الاكتفاء بالكلام النظري وتُستخدم المقولة في المواقف التي تتطلب الفعل بدلاً من مجرد الحديث. وقد يُشار إليها في الشأن السياسي أو الحروب أو الحياة اليومية عند مقارنة العمل الفعلي بالكلام النظري وعندما نتناول موقف الشيخ موسى هلال: من تصريحات داعمة للجيش وواقع مختلف فالشيخ موسى هلال هو أحد القادة التقليديين البارزين في دارفور، وكان له دور سياسي وعسكري كبير في المنطقة ظل ظهر في العديد من التصريحات داعمًا للجيش ومع ذلك، في بعض الأحيان نجد هذه التصريحات تأتي دون أن تُترجم إلى أعمال ملموسة على الأرض بل هناك تناقض بين التصريحات والأفعال:
لأن الدعم المعنوي للجيش من قبل الشيخ موسى هلال حينما يدلي بتصريحات علنية تظهر دعمه للجيش السوداني، وهو ما يعكس تأييدًا للاستقرار والأمن في البلاد. إلا أن تلك التصريحات لا تعني بالضرورة خطوات فعلية لدعم الجيش، حيث قد تكون جزءًا من موقف سياسي يهدف للحفاظ على التوازن في علاقاته مع السلطة المركزية لأنه لم يضيف أي شيء إيجابى ملموس في حرب الكرامة حتى سقوط نيالا فكان أول موقع وقع فريسة في يد المليشيا هو المواقع التي كان يتواجد فيها قواته والهجوم على الفاشر يتم في كثير من الأحيان من مناطق قريبة من سيطرته حيث تشهد تجمع المليشيا دون أي تدخل من قواته
فما عادت البروبغندا تفيد في. ظل المعارك الشرسة في شمال حتى المليشيا لم تفكر في مهاجمة اي موقع به قواته وبالنظر إلى التصريحات العلنية التي يظهرها من حيث دعمه للجيش السوداني.
نجد أن موقفه ما زال في قيد الإنتظار وموقف قد يكون محكومًا بحسابات سياسية معقدة، حيث يكون في حاجة إلى الحفاظ على توازنات مع مختلف الأطراف السياسية والعسكرية. على سبيل المثال، قد يكون داعمًا للجيش في إطار محاولة لتوطيد علاقاته مع السلطات المركزية، في حين أن عدم دخوله في معارك ضد المليشيا يشير إلى تحالفات أخرى أو حاجة للنفوذ داخل النظام القائم تصريحات الشيخ موسى هلال قد تظهر دعمه للجيش السوداني، لكن موقفه الفعلي يثير تساؤلات حول مصداقية تلك التصريحات. قد يُفسر ذلك بأنه رغبة في الحفاظ على النفوذ والتوازن بين مختلف القوى العسكرية والسياسية في السودان.
من المهم أن نفهم أن هذه التصريحات قد لا تعكس دائمًا الواقع الفعلي على الأرض، خاصة في ظل البيئة السياسية المعقدة التي يمر بها السودان، حيث تتداخل المصالح السياسية والعسكرية.