إنسلاخ قوة من ابناء قبيلة الترجم من مليشيا الدعم السريع بجنوب دارفور خطوة مهمة وأمر طبيعي يفرضه الواقع المائل ولها ما بعدها .
وهذا الإنسلاخ شئ طبيعي جدا خاصة بعد الانهيارات المتتالية للمليشيا وإتضاح أن المليشيا إلى الزوال والقضاء عليها فالشخص الذي أدرك الأمر واسعفه عقله وتفكيره سوف يقفز من المركب الغارق رغم ان هذا الانسلاخ قد لا يعفيك من الجرائم الواقعة إلا إنه سيخفف عنك من العقوبة القاسية قدر ما .
ولإئن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي وهي نفس الخطوة التي خطاها ابوعاقلة كيكل فالرجل رغم جرائمه في أهل الجزيرة بعد إنسلاخه والمساهمة مع القوات المسلحة السودانية وقوات المشتركة استطاع امتصاص قدر يسير من غضب الشعب السوداني تجاهه .
فخطوة ابناء الترجم هي ذات الخطوة وذات الاتجاه والرجوع عن الباطل خير من التمادي فيه .
والخطوة الاكثر اهمية عندما قالت إنها في إنتظار توجيهات وتعليمات القائد العام لتحرير مدينة نيالا وهم على أتم الاهبة و الاستعداد فهل يصدق ابناء الترجم القول كما كيكل ؟ .
وحين أعلن قوة من ابناء الترجم موقفهم يعلمون جيدا مدي خطورة القرار وهم في وسط المليشيا ومحاطين من كل جانب و يعد القرار تحدي كبير للمليشيا في مناطق سيطرتها .
وقبيلة الترجم هي ثاني قبيلتين ليس لها أي تنسيقية في مدينة بورتسودان وهي الساعد الأقوى في المليشيا وناظرها السابق محمد يعقوب اعطى نفسه أهمية اكثر حتى من رأس رمح المليشيا نفسه وهو رئيس لجنة التعبئة والاستنفار والحشد و برتبة “لواء” كما أن جميع النظار المقالين يحملون ذات الرتبة .
وهو باعتبار أنه ناظر النظار السابقين الست الداعمين صراحة المليشيا بشكل علني .
والناظرالسابق محمد يعقوب يتحمل القدر الأكبر لجرائم المليشيا حين قال “احنا كنا نخطط للحربة دي من قبل ثلاث سنوات ”
و هو من حرض المليشيا من ابناء قبيلته على نهب أموال الشعب وممتلكاته والبنوك والمؤسسات حين قال وهو يخاطب جمع غفير من المستنفرين في منطقة “دقريس” هنالك مال في الخرطوم اسمه “في” ويعني الغنيمة وهو يعني بذلك أموال الشعب السوداني بكل اسف وقد كان بالاضافة الى تحريضه الحشود لاجتياح الفاشر .
حسنا عندما اعلنت القوة أن موقف الناظر محمد يعقوب لا يمثل إلا نفسه .
والحقيقة التي اكتشفناها من خطوة ابناء قبيلة الترجم ان تنسيقيات قبائل جنوب دارفور الموجودة في العاصمة الإدارية بورتسودان طيلة تواجدهم هناك و التي يقارب العام ونصف العام كانت نتيجتهم صفرا كبيرا في تحييد ابناء قبائلهم من حضن المليشيا يعني بلا نتيجة .
صحيح موقفكم على مستوى الأفراد والاشخاص موقف وطني غيور وجميل ولكن مسؤوليتكم التي على عاتقكم والتي بموجبها وفرت لكم قيادة الدولة السكن والاعاشة والنثريات والحوفز قد فشلتم فيها في حين قبيلة ليست لها تنسيقية عمليا خطت خطوة ملموسة دون أي اجتهاد من احد ولا أظن أن بعد اليوم ستخطون خطوة في المهمة
والشئ الآخر الذي سمعناه أن هذه التنسيقيات في نفس عقليتها وضلالها القديم حيث يعتبرون أنفسهم هم مكونات اصيلة لولاية جنوب دارفور التي قسمت الولاية إلى “هبت ونيت نيت ” وهم الان يفكرون في السلطة ما بعد الحرب نعم من حقك أن تنال السلطة ولكن ليس بنفس العقلية فالسلطة التي تبحثون عنها يمكن أن تنالوها في الفاشر والدبة وغيرها بمفهوم القومية الوطنية والكفاءات لا الحصص القبلية التي اوصلتنا هذا الدرك .
واي تفكير من هذا النوع يعني خياطة الجرح وقفله دون نظافته .
واي حديث من هذا النوع يعني كذلك عدم فك الارتباط مع المليشيا القادمة من خارج البلاد وتخطيطها لان المليشيا اتخذت هذه الأفكار ركيزة اساسية وسند في طموحها الاحتلالي للبلد .
وقد سمعنا ان احد من رموز التنسيقية ورئيس هيئة شورى قبيلته حينما هلك احد قادة المليشيا الذي تلطخ يديه بدماء الشعب السوداني لم يستطيع أن يتمالك بما يضمره قلبه في نعيه فعبر بجزء منها وكأنه حزين على موت ابن قبيلته فاحيانا اللي في قلبك بيقلبك .
عموما أن عمل التنسيقيات في حاجة إلى مراجعة وتقييم