ظلت المرأة السودانية رمزًا للنضال والجمال والثقافة والقيادة والمحبة على مرِّ تاريخ السودان الحديث والمعاصر، وتعودت أن تكون دائمًا في المقدمة، فتقلدت واعتلت أعلى المناصب في مراتب الدولة المختلفة، وكانت نموذجًا للكثيرات من النساء في الدول الأخرى، ومثالًا يُحتذى به.
وحينما نكتب عن أي شمعة من شمعات بلادي، يكون الشعور بالفخر والانتماء هو سيد الموقف. وهنا نقف ونرفع القبعات تحية حب وإجلال لواحدة من شمعات بلادي، وهي السيدة وزيرة الشباب والرياضة الاتحادية هزار عبد الرسول العجب، ابنة سنار.
وليس غريبًا على سنار أن تُنجب هزار، فسنار هي العراقة والتاريخ والأصالة، سنار الملوك والعبدلاب، سنار التي بدأ منها التاريخ، ومن منا لم يسمع بالسلطنة؟ لذلك كانت هزار امتدادًا لهذا التاريخ والحضارة، فقد جاءت من رحم سنار المدينة، ونشأت فيها، وتشربت منها الثقافة والحضارة والعلم والقيادة.
ثم واصلت تعليمها في جامعة القاهرة – كلية الآداب، والتي توجت بها كل هذا الإرث التعليمي والثقافي والاجتماعي. وهي أيضًا ست بيت وأم تعرف كيف تدير شؤون بيتها كما تدير عملها في الوزارة.
عملت هزار في وزارة الشباب والرياضة، وتدرجت في درجاتها الوظيفية المختلفة من الدرجة التاسعة حتى القطاع الثالث الخاص، كما شغلت مناصب مختلفة، منها إدارة الرياضة النسوية، وإدارة الاتحادات الرياضية، ومدير عام مكلف، بالإضافة إلى عملها في الإدارة العامة للشباب، والإدارة العامة للتنسيق والمتابعة، والإدارة العامة للموارد المالية والبشرية. وكانت حياتها العملية والعلمية مليئة بالخبرات المتنوعة، مما أهلها للعمل في ملفات وإدارات مختلفة، حيث عملت مديرة لقصر الشباب والأطفال، ومثلت السودان خارجيًا وداخليًا في العديد من الفعاليات والمؤتمرات والمهرجانات، وقدمت العديد من الأوراق العلمية.
إلى جانب عملها الإداري، تعد هزار كاتبة من الطراز الأول، حيث ألّفت كتابًا بعنوان “الرياضة صحة للبدن وعافية للوطن”، قدمت فيه عصارة تجربتها الحياتية في الإدارة والرياضة.
تتويجًا لهذه المسيرة الحافلة، تم تكليفها أولًا وكيلاً للوزارة، ثم وزيرة لوزارة الشباب والرياضة، وهو اختيار صادف أهله، إذ كانت الأحق به، فقد عرفت كل خبايا الوزارة، وألمّت بجميع ملفاتها. وأكدت من خلال هذا المنصب أن الرياضة ليست حكرًا على الرجال، بل إن المرأة قادرة على القيادة وتولي قمة الهرم الرياضي، لتثبت أن الرياضة ليست مجرد لعبة، بل هي “كفر ووتر” يطرب الجماهير، ومدرسة مختلفة ونموذج يُحتذى به للتاريخ والأجيال القادمة.