عادلة عادلة تكتب في “نبض الحروف” ….. (دارفور المظلومة)

منذ بدأت اكتب في هذه الفترة، ودارفور كانت دومًا حاضرة في أغلب أعمدتي. ليس تحيزًا، بل لأن مظلوميتها ظاهرة كالشمس، خاصة في هذه الحرب اللعينة التي أهلكت البلاد وأرهقت قاطنيها.
اليوم أكتب وأنا ممكونة، موجوعة، على حال بلدي المأساوي. أهلي في دارفور يعيشون تحت وقع المدافع والرصاص الطائش، ينتظرون رحمة من الله، بعد أن غابت نخوة البشر
أقولها بكل وضوح يا جنرالات ويا قادة، بل أقصد بكلامي كل نظامي ما زال يمتلك ذرة شهامة أو نخوة، أين أنتم من الموقف العملياتي لهذه اللحظة؟ سمعنا عن تحرير الجزيرة، عن استعادة الخرطوم، وأم درمان على وشك. ولكن… أين دارفور من هذه الانتصارات؟.

 

 

منذ شهور نسمع عن “متحركات نحو دارفور” قادمة… نسمعها في اليوم مئة مرة، وكلها دعاية إعلامية فارغة. لماذا تتاجرون بدماء أهلكم؟ أليست دارفور أولى بالتحرير؟ أهلها عاشوا سنينًا تحت ويلات الحرب، ولا يزالون حتى اليوم يعيشون ذات الألم والمعاناة.

 

أفيقوا يا قوم، فأنتم أبناء هذه الأرض الصامدة الأبية . جنودكم بالمئات والألوف موزعين في كل بقعة، لا ينتظرون منكم سوى الإشارة. فهل أصبحت الإشارة أغلى من دارفور؟
لقد خسرنا أرواحًا لا تُعد بسبب قذائف المليشيا، التي تقذف في اليوم الواحد أكثر من 300 دانة. ومدينة الفاشر محاصرة من كل اتجاه، والناس فيها لا حول لهم ولا قوة. فما الذي تنتظرونه؟
ويا أسفاي على بطون أنجبت مثل الطاهر حجر والهادي إدريس… بئس الإنجاب، فماذا تبقى من ضميركم؟ من يرضى باغتصاب أمه وأخته وقتل عمه وخالته وتعذيب عشيرته، ليس ببشر، بل عاق لا يعرف من الأخلاق شيئًا قط.

 

لقد منحتم ولاءكم لمليشيا لا ترضى في أهلها أي نقد، بينما أنتم خنتم أهلكم وتاريخكم.
يا الله، بعدد دماء الشهداء ودموع المظاليم، لا تجعل لهم في الخير نصيبًا أبدا.

 

ويا دارفورنا… إنك حرة، بإذن الله وقدره، ثم بجهود أبنائك الأوفياء الشرفاء. قاتلي، وجاهدي، فالله معك.

وأكرر… وا أسفاي على إنجاب ولد عاق.

اخترنــــا لك