إصابة قائد محور في الدعم السريع خلال معارك شمال الفاشر ونقله إلى نيالا تمهيداً لإخلائه إلى الخارج

 

 

الفاشر – الشارع السوداني

 

أُصيب الجنرال خلا / حمدو، قائد المحور الشمالي في صفوف قوات الدعم السريع، بجروح بالغة أثناء قيادته لهجوم ميداني على الأطراف الشمالية لمدينة الفاشر، في إطار المعارك التي تجددت بين القوات الحكومية والمليشيا منذ فجر أمس الأول.

وأفادت مصادر ميدانية متطابقة لـ(الشارع السوداني)، أن حمدو تعرّض لإصابة مباشرة خلال محاولة تقدم باتجاه مواقع تابعة للقوات المشتركة المدافعة عن المدينة، وتم نقله على وجه السرعة إلى مدينة نيالا لتلقي العلاج، وسط معلومات عن تحضيرات جارية لإجلائه إلى الخارج، تحديداً إلى أبوظبي، لتلقي رعاية طبية متقدمة وأشارت المصادر إلى أن حالة القائد المصاب “حرجة”، في ظل تعقيدات طبية لا تتوفر لها تجهيزات كافية في المراكز الصحية الميدانية، أو حتى المستشفيات المدنية في نيالا التي تواجه ضغطاً متزايداً بسبب كثرة الإصابات بين عناصر الدعم السريع في معارك الفاشر.

 

 

خلفية ميدانية: قائد جديد بعد خسائر متتالية

 

وتولى الجنرال حمدو قيادة المحور الشمالي في الفاشر مؤخراً، عقب مقتل عدد من القادة الميدانيين خلال المواجهات المستمرة مع القوات النظامية. وقد كلّف بالإشراف على تنفيذ خطة عسكرية سمتها المليشيا “الحسم السريع”، تستهدف السيطرة على مدينة الفاشر عبر هجمات من محاور متعددة ووفق معلومات ميدانية، قاد حمدو تحركات انطلقت من منطقة طويلة نحو الأحياء الشمالية والغربية للفاشر، في محاولة لتطويق المدينة، لكن القوات المشتركة تمكنت من صدّ الهجوم وكبّدت المهاجمين خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد، وأجبرتهم على التراجع.

 

 

 

تحفظات في الداخل… وامتعاض من الإجلاء

 

أثار قرار إخلاء حمدو جواً إلى الخارج حالة من الامتعاض داخل بعض وحدات الدعم السريع، وفق ما نقلته مصادر من داخل نيالا. وأشارت تلك المصادر إلى وجود تململ في أوساط المقاتلين بعد تجاهل حالات عشرات الجرحى، وغياب الرعاية الطبية الكافية، في مقابل الإسراع بإجلاء القيادي المصاب عبر رحلة خاصة ولم تُصدر قيادة الدعم السريع بياناً رسمياً حول وضع حمدو، لكنّ تحركات لوجستية رُصدت في محيط مطار نيالا لتعزيز الإجراءات الأمنية، وسط توقعات بوصول طائرة خاصة لنقله إلى الخارج خلال الساعات المقبلة.

 

 

سياق متوتر وخسائر متلاحقة

 

 

تأتي إصابة الجنرال حمدو بعد أيام من مقتل العقيد خلا / حسن محمد عبد الله المعروف بـ”حسن الترابي”، خلال غارة جوية على مبنى أمانة حكومة ولاية جنوب دارفور في نيالا، وهي الغارة ذاتها التي أُصيب فيها الصحفي المقرّب من المليشيا حافظ كبير، والذي تحدثت تقارير لاحقة عن وفاته متأثراً بجراحه.

ويؤشر تساقط القادة الميدانيين البارزين إلى ارتباك في بنية القيادة والسيطرة داخل صفوف الدعم السريع، بالتزامن مع تصاعد وتيرة الضربات الجوية التي تستهدف تمركزات حساسة في ولايات دارفور وتشير التقديرات إلى أن القوات الحكومية والقوى المتحالفة معها في الفاشر تمكّنت حتى الآن من احتواء الهجوم الأخير، ما يزيد من الضغط العسكري والنفسي على قادة المليشيا، في ظل غياب مكاسب ميدانية واضحة بعد أيام من القتال العنيف.