(عكس الهوا) خالد تكس يكتب … تهنئة كاكا بين الرفض والقبول

يجب أن توضع التهنئة التي أرسلها الرئيس التشادي محمد كاكا بمناسبة أعياد الاستقلال في سياقها البرتوكولي بعيدًا عن العواطف والتأويلات الافتراضية التي تمليها عقلية المع والضد… بقطعيات جزافية.

 

صحيح أنه ربما لقلة خبراته وتجاربه ارتكب خطأ مبتدئين بانحيازه الواضح والفاضح لمليشيا الدعم السريع دعمًا ومساندة.

وصحيح أنه قدم مصالحه وطموحاته الشخصية على مصالح شعبه دون اعتبار لأي علاقات تاريخية وبدون حصافة وبدون محاذير لأي ارتدادات داخلية أو خارجية. ولكنه، أسوة بدول إقليمية أخرى، خضع أو انطلت عليه خطط وألاعيب دولية ربما تم تمريرها بدفع الأموال والصفقات المشبوهة وتسوية الملفات القذرة.

 

ولكن هذا هو الجانب غير المرئي في العلاقات الدولية أو المسكوت عنه الذي يعكس أو يفسر بعض العلاقات الدولية الفوقية التي تتجاوز الشعوب طالما أنها لا ترتبط بمصالح اقتصادية مباشرة أو أي أبعاد استراتيجية واضحة، بقدر ارتباطها بالأمزجة أو خضوعها لمخططات المشاريع والأجندة الدولية العابرة. فيتم توظيفها في المراحل التكتيكية كأدوات لتنفيذ الأطماع، مما كرَّس هذا الواقع المؤلم.

 

إضافة إلى العوامل الداخلية مثل الصراعات وعدم الاستقرار. لذلك، ما لم تتغير بنية العلاقات وتُنشأ على هدي مشروعات ومصالح استراتيجية مثل الاتحاد الأوروبي ودول الآسيان، سيستمر الشد والجذب.

 

ولكن الآن هناك بشريات أفرزتها التحولات في العلاقات الدولية يتوقع أن تسهم في تحسين العلاقات الإقليمية وعلاقات الجوار في ظل المتغيرات السياسية في غرب القارة الإفريقية وما ستسفر عنه العلاقات الاقتصادية التي يتبناها بنك التصدير والاستيراد الإفريقي، الذي طرح نظام “البابس” كنظام جديد للتسويات في التجارة الإقليمية، والذي انضمت إليه مصر وتدعمه روسيا كتكتل اقتصادي جديد يسعى إلى التحرر من الهيمنة الاقتصادية الأحادية… فهل سيؤثر ذلك في مستقبل العلاقات بعيدًا عن العواطف؟