تقرير: عادلة عادل
شهدت الساحة السياسية السودانية حراكًا متسارعًا في إطار التحضير للحوار السوداني السوداني، حيث تسعى القوى الوطنية إلى تحديد أجندة واضحة للحوار والمشاركين فيه. في هذا السياق، برز دور حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، التي وضعت منهجًا محددًا لمعالجة القضايا الوطنية، وشاركت في ندوة نظمتها رابطة الصحافة الإلكترونية، تناولت مستقبل الحوار ومدى إمكانية نقله إلى القاعدة الشعبية.
السودان في فترة عصيبة:
في حديثه خلال الندوة، كشف الصادق خميس إبراهيم، الأمين العام لحركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، أن الحكومة السودانية ستتقدم بشكوى رسمية ضد كينيا لاستضافتها مجموعة تسعى إلى تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع. وأكد أن الاتحاد الأفريقي سيحاسب كينيا على تدخلها في الشأن السوداني، مشيرًا إلى أن هذه المحاولات مجرد “أحلام” لا أساس لها.
وأضاف أن السودان يمر بأزمة غير مسبوقة نتيجة التدخلات الإقليمية والدولية، حيث تسعى قوى مختلفة للسيطرة على ثرواته، لكن الشعب تصدى لهذه المحاولات.
رفض المقارنات مع مجموعة نيروبي:
من جانبه، رفض الناطق الرسمي باسم الحركة، الأمين الشوالي، أي مقارنة بين خارطة طريق القوى الوطنية وميثاق مجموعة نيروبي التي تهدف إلى تشكيل حكومة موازية. وأكد أن هذه المجموعة غير مؤهلة للحديث عن التعايش السلمي، نظرًا لعلاقتها بمليشيا الدعم السريع، التي يقودها محمد حمدان دقلو ونائبه عبد الرحيم دقلو.
وأشار الشوالي إلى أن الدعم السريع غير مقبول شعبيًا، مشيرًا إلى أن أي منطقة تدخلها هذه القوات يفر سكانها منها، كما أن قوات الدعم السريع متورطة في انتهاكات جسيمة، بما في ذلك القتل والنهب والاغتصاب.
إعادة ترتيب الصفوف:
سلط الشوالي الضوء على أهمية الإعلام في دعم معركة الكرامة، مشيدًا بدور القوات المسلحة والقوات المساندة في التصدي للمليشيات. وأكد أن الحركة، التي تأسست عام 2003، لديها دستور ومنهج واضح، وقدمت شهداء في المعركة ضد المليشيات، ولا تزال تقاتل في عدة محاور، خاصة في مدينة الفاشر، التي لم تتمكن المليشيا من دخولها رغم محاولاتها المتكررة.
وأوضح أن قيادة الحركة قررت عزل رئيسها السابق، الهادي إدريس، بسبب تجاوزاته وتعاونه مع الدعم السريع، مؤكداً أن لديهم أدلة تثبت تورطه في اجتماعات وصفقات مشبوهة.
رؤية الحركة للحوار السوداني:
قدم المستشار الإعلامي للحركة، محي الدين شرف، رؤية الحركة بشأن السلام ووحدة السودان، مؤكدًا أن الحوار السوداني يجب أن يشمل الحركات المسلحة، الأحزاب، والقوات المسلحة، مع التركيز على ضرورة الحفاظ على وحدة السودان، باعتبار أن تقسيم البلاد “خط أحمر”.
وأشار إلى أن استمرار الحرب يعكس ضعف الأحزاب السياسية وعجزها عن تقديم حلول، مؤكدًا أن الحل يكمن في بناء مؤسسات دولة تحتكم للقانون. كما شدد على أهمية تنفيذ الترتيبات الأمنية لدمج الحركات المسلحة في القوات المسلحة، بهدف تشكيل جيش وطني موحد.
نحو حوار وطني جامع: