هل تحول قضية الجوع بالفاشر إلى لغز يستحال حله؟

تحبير الواقع:  محمد شعيب

 

 

 

الأوضاع المعيشية والإنسانية في مدينة الفاشر كارثية، حيث المواد الغذائية أصبحت شبه معدومة بنسبة كبيرة مع الزيادات الخرافية التي ظلت تطرأ في أسعارها بصورة يومية ما أحدث تذمراً واستياءً في قلوب المواطنين.

 

عاصمة إقليم دارفور المحاصرة، ظل سكانها من الأطفال، والنساء، والشيوخ، والشباب، لحولين كاملين، يقارعون الجوع بضلوعهم الهزيلة، من جهة، والقصف المدفعي الكثيف بصدورهم العارية،من جهة أخرى، ونتيجة لذلك سقطت أعداد كبيرة من الأنفس الزكية.

 

إن منهجية التجويع المتبع من قبل مليشيا الدعم السريع، بإحكام الحصار على الفاشر، وحرق قرها التي تغذي إنسانها العالق، دون ابتكار آلية فعَّالة لكسر هذا التطويق القائم حول المدينة لأجل ادخال المساعدات الإنسانية العاجلة لأكثر من مليون مواطن محتاج، تؤشر إلى إقتراب موعد إعلان الموت الجماعي بسبب هذا الجوع.

 

لم يبقَ في المدينة إلا القليل من الحبوب “العدسية” وحدها، ومن الغلال، الذرة، والدخن، أما بقية البقوليات، والنشويات، والفواكه، والخضروات، غير موجودة في أسواق المدينة، ما عرض الكثير من الفئات العمرية إلى الإصابة بسوء التغذية.

 

في حين، بلغ كيلو جرام اللحمة، نحو 14 ألف جنيه نقداً، بينما يباع بالنظام الإلكتروني “بنكك” بواقع 26 ألف جنيه، ورطل السكر بواقع 24 ألف جنيه، ولا يوجد الشراء “ببنكك” ورطل “الويكة” بنحو 24 ألف جنيه نقداً، أما بنكك بواقع 40ألف ج، ولتر الزيت “قزازة” بواقع 10 آلاف ج نقداً، أما بنكك بواقع 18ألف ج، وثلاث قطعات صغيرة للبصل بنحو 5000 ج نقداً، وربع الدخن بواقع 48 ألف ج نقداً، أما بنكك 74 ألف جنيه، والذرة بواقع 36ألف ج نقداً، أما بنكك بنحو 54 ألف ج، أما الطحين للربع بواقع 10 آلاف ج نقداً، أما بنكك بنحو 14 ألف ج، أما كورة العدسية بواقع 24 ألف جنيه نقداً. أما رطل ملح الطعام بواقع 8 آلاف ج نقداً، أما بنكك بواقع 16 ألف ج، وقطعة صابون غسيل بواقع 10,000 نقداً أما بنكك بواقع 15000 جنيه مع وجود ندرة ملحوظة في هذه السلعة، أما جوال فحم “كلينكيت” بواقع 72 ألف جنيه نقداً.

 

لقد تناولنا هذا الموضوع أكثر من زاوية مع تقديم بعض الحلول والمقترحات لمعالجة قضية معايش الناس التي تتصدر أولويات جدول أية حكومة راشدة، حيث طالبنا فيها بإسقاط جوي للمواد الغذائية بجانب السيولة النقدية وصرفها للعاملين بالدولة من المدنيين والنظاميين منذ أشهر مضت لتخفيف معاناة المواطنين، ولكن تبدو المقالات الصحافية الملامسة لقضايا المجتمع ومعاشه، وخدمته لم تجد أذناً صاغية من المسؤولين بالدولة، وقد يرى البعض منهم أن تأمين الغذاء وتوفيره بالفاشر في الوضع الراهن أشبه باللغز الذي يستحال حله !

 

ولكن لاتزال الفرص مواتية لمعالجة الأوضاع المعيشية والإنسانية بالفاشر، إما بالإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية على غرار الذي حدث في عاصمة ولاية جنوب كردفان كادوقلي،أو أن تتحصل المنظمات الإنسانية الدولية على ضمانات التأمين، أو اللجوء إلى الخيار الأخير وهو تنفيذ عملية نوعية خاطفة لدك حصن الحصار الجائر وفتح الطرقات للقوافل الإغاثية والتجارية.