في خضم الأحداث المتسارعة والأزمات المعقدة التي تشهدها الساحة السودانية، برز حديث مندوب روسيا في الأمم المتحدة كأنه واحد من أبناء الشعب السوداني مبرهناً علي دبلوماسية ذكية ممزوجة بنكهة سودانية، رغم من الهجمات المتبادلة من بعض الأطراف الغربية كان صوت روسيا مختلفاً بالأشار إلي أهمية الحفاظ علي سيادة السودان وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، مثل أي سوداني في ذلك الموقف أكد المندوب الروسي أن إرغام أطراف النزاع الدخول في مفاوضات بطرق قسرية أمر غير مقبول وغير مهني، هذا التصريح يعكس فهماً عميقاً للوضع الداخلي في السودان، حيث الحاجة الملحة إلى حوار شامل بعيدًا عن الضغوط الخارجية.
المندوب الروسي أعرب عن دعم بلاده للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلي السودان السيد العمامرة مؤكد علي ضرورة منحه الوقت والمساحة اللازمة لتحقيق نتائج ملموسة، لم يخف المندوب الروسي انتقاده للتدخل الخارجي في شؤون السودان، مشيراً إلي أن أي دعم خارجي للصراع لا يؤدي سوى إلي تفاقم معاناة الشعب السوداني، ففي الوقت الذي تسعى فيه بعض الدول لتحقيق مصالحها من خلال التدخل في الشؤون الداخلية يُعتبر موقف روسيا بمثابة جرس إنذار حول العواقب الوخيمة لتلك الأفعال.
المندوب أكد علي أن أي مبادرة للسلام دون مشاركة كافة الأطراف ليست قابلة للتطبيق وهذا يُظهر ضرورة توحيد الصفوف وجمع كافة القوى السياسية في حوار فعال لضمان مستقبل مستقر للبلاد، وضرب المندوب بيد من حديد علي ممارسات بعض الدول الغربية، مؤكداً أنه يرفض بشدة ما تروج له وسائل الإعلام حول تلاعب روسيا بالموقف، يُظهر هذا التصريح تصميم روسيا علي عدم السماح للأطراف الخارجية بالتحكم في مسار الأحداث في السودان، وشدد المندوب علي ضرورة إطلاق حوار سوداني سريع يجمع جميع الأطراف ويدعم القوى السياسية التي تحظى بتأييد شعبي وإن تهديدات التصعيد لن تُؤدي إلا إلي إطالة أمد الأزمة لذا فإن الدعوة لحوار جاد وشامل تبقى الخيار الأمثل، وتأكيداً علي أهمية الاستقرار أشار المندوب إلي مجلس السيادة باعتباره أعلى هيئة شرعية حاكمة في السودان، وهو ما يعكس التزام روسيا بقضية استقرار السودان وتنمية مؤسساته بدلاً من دفع البلاد نحو الفوضى.
تبقى رسائل مندوب روسيا واضحة دعم الحوار الوطني وقف التدخلات الخارجية وإعطاء الفرصة للسودانيين لحل مشاكلهم الداخلية بأنفسهم، تنذر هذه الكلمات بخط جديد من الدبلوماسية في تحويل الأزمة إلي فرصة للتغيير وبناء مستقبل أكثر إشراقاً إن تعامل روسيا مع هذه القضية قد يؤشر إلي تغيير في المشهد السياسي السوداني ويصبح صوت الداخل أكثر أهمية من تأثيرات الخارج.
Mohanedoe89@gmail.com