بورتسودان: الشارع السوداني
في لحظة فارقة من تاريخ السودان، وفي الذكرى الـ42 لانطلاقة ثورة 16 مايو 1983، وجّه الفريق أول مالك عقار إير، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال (الجبهة الثورية)، كلمة صادقة حملت بين سطورها وجع الوطن، وحلم الدولة التي لا تزال تبحث عن نفسها وسط رماد الحرب.
وفي كلمته التي امتدت كصرخة من قلب الأزمة، قال عقار إن رؤية “السودان الجديد” لا تزال حيّة، رغم العواصف والانقسامات، وأن الحركة الشعبية ما زالت متمسكة ببناء دولة تقوم على المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية، بعيدًا عن مناهج الإقصاء والتمييز التي أورثها الاستعمار وتبنتها الأنظمة المتعاقبة.
وفي تعليقه على الوضع الراهن، أدان عقار ما وصفه بـ”العدوان الاستعماري الجديد” الذي تمثله مليشيا الدعم السريع، مدعومة بطائرات مسيّرة وسلاح خارجي، وقال إن هذا العدوان يستهدف المدنيين والمؤسسات في محاولة لتركيع البلاد، داعيًا إلى محاسبة كل من تورط في هذه الجرائم.
تطرق القائد إلى محطات الحركة الشعبية منذ تأسيسها، من الصراعات الداخلية والخارجية، إلى التحديات الإيديولوجية والانقسامات، لكنه شدد على أن جذوة النضال لم تنطفئ، وأن الحركة رغم كل ما مرّت به، لا تزال واقفة على قدميها، تسير على درب الذين ضحوا من أجل هذا الوطن.
وأكد أن اتفاقية جوبا لسلام السودان تُمثل فرصة تاريخية لا يجب التفريط فيها، رغم العراقيل التي واجهت تنفيذها، داعيًا إلى إعادة النظر في شكل الدولة السودانية، وبناء نظام حكم يراعي التنوع، ويُعلي من قيم الديمقراطية والعدالة، ويوزع السلطة والثروة بشكل منصف بين المركز والأقاليم.
وفي ختام كلمته، وجّه عقار نداءً للمجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية، لإدانة التدخلات الخارجية، ووقف الدعم عن المليشيات التي تعيث فسادًا، لكنه في ذات الوقت أكد أن الحل يجب أن يكون سودانيًا خالصًا، نابعًا من حوار حر بين أبناء الوطن.