تقرير: عبدالعظيم البشرى – عادلة عادل
خيّم الحزن العميق على أرجاء مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بعد رحيل الفنان آدم عبدالله يحي، المعروف بـ”الشين”. لم يكن “الشين” مجرد فنان يُطرب جمهوره بصوته وألحانه؛ بل كان رمزاً للفرح والأمل في نفوس أبناء مدينته.
لكن أصوات القذائف المدفعية لمليشيا الدعم السريع، التي ضربت المدينة بلا رحمة، أسكتت هذا الصوت الذي طالما جَمَعَ الناس على المحبة والسلام. رحيل “الشين” كان صدمة ثقيلة لكل من عرفه، ففقدانه لم يكن مجرد خسارة لشخص، بل خسارة لجزء من روح المدينة التي أحبها وأحبته.
من هو آدم الشين؟
هو آدم عبدالله يحي (الشين)، وُلِد في العام 1996 بمدينة الفاشر، ولاية شمال دارفور، يسكن في حي خور سيال، مدينة الفاشر، وهو متزوج ولديه طفل، درس بمدرسة خور سيال الأساسية، ثم التحق بمدرسة جقو جقو الثانوية.
المسيرة الفنية و الأنشطة الثقافية:
يعتبر الشين فنان، ملحن، عازف عود، مغني تراث، وممثل، شارك في عدة مهرجانات ثقافية، منها: مهرجان البحير، مهرجان نقاقير السلام. تأثر كثيراً بالفنان فتحي الماحي، خاصة في الأغاني التراثية، وكان يعبر دائماً عن السلام من خلال فنه.
ومن أنشطته الثقافية هو عضو في منتدى أماسي الفاشر، عضو في منتدى المثلث الثقافي، عضو في مجموعة “تنمية من الواقع الثقافي”، عضو في فرقة “أشواق السلام”، كان جزءاً من “راكوبة أبا صالح”، وهي مبادرة ثقافية.
الإعلامية مساجد إبراهيم: آدم الشين كان دائماً يدعمني ويحفزني لأتقدم في مجال الإعلام
علاقة أخوية:
عبّرت الإعلامية مساجد إبراهيم إسحق عن حزنها العميق لفقدان الفنان آدم الشين، الذي قُتل في مدينة الفاشر مساء الجمعة، ووصفت علاقتها به بأنها كانت علاقة استثنائية، أشبه بعلاقة أخ بأخته، مشيرة إلى أنه كان سنداً حقيقياً لها طيلة تسع سنوات.
وقالت مساجد لـ”دارفور الآن”: “آدم الشين كان دائماً يدعمني ويحفزني لأتقدم في مجال الإعلام، وكان يؤمن بموهبتي ويصفني بالمبدعة. لم يكن مجرد زميل أو صديق، بل كان مصدر الإلهام والطريق الذي أرشدني إلى النجاح”.
وأوضحت أن آدم الشين كان يسعى دائماً لتطوير مسيرتها الإعلامية من خلال تقديم برامج جديدة وتشجيعها على تحقيق طموحاتها، مضيفة: “كان يوعدني دائماً بأننا سنعود للعمل معاً بعد تحرير الفاشر، لكن رحيله المفاجئ حطم الكثير من الأحلام”.
وأضافت بحزن: “فقدت شخصاً لا يعوض، ليس فقط على مستوى شخصي، بل على مستوى ولاية شمال دارفور ودارفور بأكملها، وحتى السودان. آدم كان رمزاً للإبداع والعطاء”.
واختتمت حديثها بالدعاء له وبالتعبير عن صدمتها العميقة لخبر وفاته، قائلة: “رحيله لا يزال بين الحقيقة والخيال بالنسبة لي. حسبي الله ونعم الوكيل”.
الأستاذ محمد عبد الرحمن أحمد (مشاعل): الشين كان ركيزة فنية هامة بولاية شمال دارفور
ركيزة فنية:
الأستاذ محمد عبد الرحمن أحمد (مشاعل) وصف الراحل بأنه “ركيزة فنية هامة بولاية شمال دارفور”، مشيداً بطيب معشره وحسن سيرته التي جعلت له مكانة خاصة في قلوب الجميع. وقال لـ”دارفور الآن” : “آدم الشين كان مخلصاً لوطنه وفنه، محباً للجميع في السراء والضراء. رحيله فاجعة ألمّت بمدينة الفاشر، فقد خسرنا برحيله أحد أعمدة الفن بالولاية.
الفنان سامي مزمل يونس: الراحل “آدم الشين كان رمزاً للفن والإبداع، وترك برحيله فراغاً كبيراً في كافة الأوساط بمدينة الفاشر.
رمزاً للفن والإبداع:
أكد الفنان سامي مزمل يونس أن الراحل “آدم الشين كان رمزاً للفن والإبداع، وترك برحيله فراغاً كبيراً في كافة الأوساط بمدينة الفاشر. جمعتنا به مواقف عديدة كلها نبيلة، وكان دوماً ضاحكاً وبشوشاً مع الجميع. وأضاف “نحن في منتدى أماسي الفاشر والوسط الفني نتقدم بأحر التعازي لأسرة الفقيد، ونسأل الله له الرحمة والمغفرة”.
الفنان فخر الدين(كابوس): برحيل الشين فقدنا ركناً أساسياً في الوسط الفني وشباب دارفور”.
ركناً أساسياً في الوسط الفني:
الفنان فخر الدين عبد الرحمن (كابوس) أشاد بعقلية الراحل رغم صغر سنه، وقال لـ”دارفور الآن” آدم الشين كان بمثابة الأخ والصديق لنا جميعاً، وكان دائم الاستشارة والتعاون. قبل وفاته بيوم كنا نرتب معاً للاحتفال بعيد الاستقلال، فقد كان محباً لأغاني التراث وقضايا السلام والتعايش السلمي. برحيله فقدنا ركناً أساسياً في الوسط الفني وشباب دارفور”.
الملحن فتحي عصفور: ما يميز آدم الشين هو تقديمه للأغاني في شكل نصائح وحكم
رمزية في الفن السوداني:
و نعى الملحن فتحي عصفور الفنان الراحل آدم الشين، مشيداً بموهبته وإبداعه في تقديم الأغنيات التراثية التي شكلت بصمة فريدة في مسيرته الفنية. وقال عصفور: “آدم الشين لا يمكن اختزاله في كلمات قليلة، فقد كان نجماً صاعداً في سماء مدينة الفاشر، يهتم بالتراث والعمل المحلي بشكل خاص”.
وأوضح عصفور لـ”دارفور الآن” أنه تعاون مع آدم الشين في عدة أعمال، قائلاً: “أعطيته الكثير من الأغاني التراثية، وكان أحد أعضاء مجموعة تنمية من الواقع الثقافي منذ عام 2019. رافقته في عدة مهرجانات، من بينها مهرجان نيالا، حيث قدم أعمالاً رائعة، منها الأغنية التراثية ‘اقعدو في بريش’ التي كتبها الباقر أبو ريشة ولحنتها بنفسي”.
وأشار إلى أن ما يميز آدم الشين هو تقديمه للأغاني في شكل نصائح وحكم، مما جعل أعماله قريبة من قلوب الناس ومسموعة على نطاق واسع.
وأضاف عصفور بحزن: “فقدان آدم الشين هو خسارة كبيرة لمدينة الفاشر والسودان عامة. لقد غادرنا في ظروف صعبة للغاية، ونحن ندعو الله أن يتقبله بواسع رحمته ويكرم نزله”.