مشاهدات إبرة الخبرة في أبو حمد (2-7)

نجاح استثنائي لاتحاد كرة القدم بأبو حمد في استضافة الجمعية العمومية

كتب: يوسف إبرة 

حقق الاتحاد المحلي لكرة القدم بأبو حمد نجاحًا باهرًا في استضافة الجمعية العمومية، التي جمعت 44 مندوبًا من مختلف الاتحادات المحلية، وسط تنظيم دقيق وإعداد متكامل شمل توفير أماكن إقامة مريحة، ووسائل نقل مؤمنة، وبرامج ترفيهية وسياحية أسهمت في إبراز الوجه الجميل للمدينة.

 

تميز الحدث بتفاعل كبير من مجتمع أبو حمد، الذي لعب دورًا محوريًا في تحقيق هذا النجاح، مما يجعل من الصعب على أي مدينة أخرى تكرار هذا الإنجاز.

 

أبو حمد: تاريخٌ عريق وتحولات اقتصادية كبيرة

 

تُعد أبو حمد مدينة تاريخية وحاضرة الرباطاب، وهي منطقة ضاربة بجذورها في تاريخ السودان. وخلال العقود الأخيرة، شهدت المدينة تحولات اقتصادية هائلة بفضل التنقيب عن الذهب، حيث أصبحت مركزًا اقتصاديًا مهمًا، بعد أن كان النشاط الزراعي هو السائد فيها، مع التركيز على زراعة النخيل والمحاصيل الشتوية.

 

تاريخ الاتحاد المحلي لكرة القدم بأبو حمد

 

تأسس الاتحاد المحلي لكرة القدم بأبو حمد كاتحاد فرعي في عام 1980م، تابعًا حينها لاتحاد بربر المحلي. لم يكن لدى الاتحاد ملعب بمواصفات متكاملة، بل كان يعتمد على ملعب مفتوح لتنظيم المنافسات. كانت الأندية الأساسية آنذاك:

القلعة

القوز

الأهلي

السليم

الحبيل (الجزيرة مقرات)

السلام

الشرطة

المناصير

الشروق

السد

الكفاح

وفي عام 1996م، تم ترفيع الاتحاد إلى اتحاد محلي مستقل في عهد رئيسه هاشم اليمني. ومنذ ذلك الحين، عملت الإدارات المتعاقبة على تطوير الاتحاد، حيث كان لكل دورة قيادية بصمتها الخاصة.

 

دورة الإنجاز والإعجاز: طفرة غير مسبوقة

 

برزت طفرة كبيرة في عهد الرئيس الحالي للاتحاد، الأستاذ عبد الرحمن خالد عبد الوهاب الفكي، الذي بدأ مسيرته في الاتحاد كعضو، ثم نائبًا للسكرتير، إلى أن انتُخب رئيسًا، حيث قاد عملية التطوير خلال دورتين فقط. وسانده في ذلك نائبه الأول الأستاذ صلاح عبد الرحيم يوسف، ونائب الرئيس ورئيس لجنة المسابقات الأستاذ الشاذلي محمود مصطفى، الذي كانت له أدوار بارزة في إدارة الرياضة بالمدينة.

 

كما كان لـ الأستاذ حسن أحمد علي قنديل، نائب الرئيس للشؤون المالية، دور محوري في دعم الرياضة، حيث استثمر خبرته الطويلة في التحكيم والإدارة لتطوير العمل الرياضي بالمدينة.

 

إنجاز تأهيل الاستاد: حلمٌ تحقق

 

كان أحد أبرز إنجازات هذه الدورة تأهيل استاد أبو حمد، الذي أصبح مؤهلًا لاستضافة المنافسات الكبرى التي ينظمها الاتحاد السوداني لكرة القدم. تم تنفيذ هذا المشروع بالتعاون مع شركة أحد، بقيادة المهندس عبد الماجد عبد العاطي (ماجد راس)، بمشاركة مهندسين خبراء من مصر، حيث تم تركيب النجيل الصناعي وتوريد المواد المطلوبة بجودة عالية.

 

كما كان لـ لجنة المسؤولية المجتمعية لمناجم الذهب، المسؤولة عن تخصيص 4% من حصائل التعدين الأهلي لدعم التنمية، دور بارز في تمويل المشروع. ساهمت اللجنة أيضًا في إنارة 102 قرية بالمحلية، ودعم قطاعات الصحة، والتعليم، والزراعة، والكهرباء السكنية والزراعية.

 

نجاح رياضي يستحق الإشادة

 

يُعد هذا الإنجاز نقطة تحول كبيرة في مسيرة الاتحاد، حيث أصبح استاد أبو حمد تحفة رياضية حديثة، وهو ما أهّله لاستضافة إحدى مجموعات الدوري الممتاز في الموسم القادم، وفقًا لقرار الجمعية العمومية.

 

كما شهدت المدينة مشاركة أنديتها في البطولات القومية، حيث نافست أندية السلام، الشرطة، القوز، والأهلي في الدوري التأهيلي، بينما شاركت القلعة، الحبيل، ومقل، والغابة في بطولة كأس السودان.

 

أبو حمد.. مدينة الكرم والضيافة

 

لم يكن نجاح هذا الحدث الرياضي الكبير مفاجئًا، فقد عُرفت أبو حمد منذ عقود بروح الكرم والتكافل. ففي سبعينيات القرن الماضي، كانت هناك استراحة مجانية وسط السوق، متاحة للمسافرين والعابرين عبر قطارات السكة حديد كريمة والإكسبريس، حيث كان مجلس أبو حمد المحلي يشرف عليها.

 

ختامًا.. إشادة مستحقة

 

تستحق إدارة الاتحاد المحلي لكرة القدم بأبو حمد كل التقدير، على رأسهم الأستاذ عبد الرحمن خالد عبد الوهاب الفكي، ورفاقه، وعلى رأسهم الأستاذ الشاذلي محمود مصطفى، الذي ظل رمزًا من رموز العطاء الرياضي في المدينة.

 

لقد نجحت أبو حمد في تقديم نموذج رياضي وإداري يحتذى به، مما يجعلها جاهزة لاستقبال المزيد من الفعاليات الرياضية القومية، وتأكيد مكانتها كمدينة متفردة تجمع بين التاريخ، والحداثة، والإنجازات.