إبراهيم مليك يكتب ….. يحتفل القحاتة بالاستقلال وهم يسعون لإعادة المستعمر ؟
إبراهيم مليك
مسيرة الشعوب مرتبطة بالتاريخ الذى فيه الدروس والعِبر وذاكرة الماضى …
إن ذكرى إعلان الاستقلال من داخل البرلمان حدث يجعل كل سودانى شريف وغيور ومحب لوطنه يقف مع نفسه ماذا يعنى له الاستقلال ؟
هل هو مجرد حدث تاريخى عابر أم أنه بداية لبناء دولة مستقلة ذات سيادة ؟
إن اختيار القحاتة ليوم التاسع عشر من ديسمبر ليس صدفة إنما محاولة لسرقة التاريخ مثلما سرقوا ثورتهم المشؤومة لأن العميل مهمته ممارسة التضليل وتغبيش الوعى و الحقائق …
ذكرى التاسع عشر من ديسمبر تعنى للشرفاء من أبناء الشعب السودانى الوحدة والعزة ورفض التبعية والانكسار والانقياد للمستعمر قديماً وحديثاً …
أما القحاتة فإنهم مازالوا يتوددون للمستعمر ويطلبون عودته ليُمَكِّن لهم فى حكم شعبٍ لا يرضى الدونية ولا الدَّنية فى دينه ووطنه …
الاستقلال لا يعنى مجرد ذكرى إنما هو حدث مُلهم للشعب بأن الوطن الذى رفض الآباء أن يُضَام ويحكمه الأجنبي سيظل عصياً على حكم العملاء مهما تذرَّعوا بالشعارات …
إن قادة الحرية والتغيير الذين جلبوا فولكر وسيّدوه عليهم غير جديرين بالاحتفال بالاستقلال لأنهم لا يعرفون له طعم ولا معنى …
الإحتفال بالاستقلال أولى به الشرفاء لأنهم ينظرون للمستعمر قديماً وحديثاً بأنه مستعمر مهما تغيّرت الظروف وتبدلت الأحوال …
استقلال السودان مرّ عليه أكثر من نصف قرن ومازال هناك من يحاول جلب المستعمرين للبلاد …!
كل من يدعم المليشيا المأجورة ومشروعها التدميرى غير جدير بأن يحتفل بالاستقلال لأنه خائن للشعب …
كيف يحتفل القحاتة بالاستقلال وهم الذين رضوا بتدخل دويلة الإمارات فى الشأن السودانى ؟!
كيف يحتفل هؤلاء العملاء بالاستقلال وهم يجوبون عواصم الدول الأوربية بحثاً عن مستعمر جديد يعيدهم للسلطة ويحرسها بقوات أممية بعد تدمير جيش السودان ؟!
القحاتة يفترضون الغباء على الشعب السودانى ويمارسون الاستهبال السياسى لأنهم يفتقدون للقيم والأخلاق ومسيرتهم السياسة أثبتت أنهم أقل قامة من أن يحكموا هذا الشعب…
من كان يتكئ على تاريخ جده ويريد أن يحكم الشعب سلفقة عليه أن يعلم أن الشعب ليس مملوكاً له …
ومن كان يظن أن العمالة والارتزاق ستجعل منه سياسي محنك فهو واهم …
الاحتفال الحقيقي للاستقلال جسدته ولاية الخرطوم الصامدة بتنوع الحاضرين من أبناء الشعب؛ ومن محاسن الصدف أن تكون أم درمان العاصمة الوطنية ومحلية كررى التاريخ هى التى احتضنت الاحتفال هذا العام …
الارتباط الوجدانى بالوطن ليس بالاحتفالات الروتينة فقط إنما بالتمسك بحب تراب هذا الوطن وحمايته من الأعادى والدفاع عن كرامة شعبه…
هذه الحرب ميّزت الخبيث من الطيّب ورسخت فى وجدان الشعب معنى الوطن فلم تعد هناك مساحة للتلاعب والاستهبال من شرزمة القحاتة الذين ضيّعوا الوطن وباعوه فى سوق العمالة وساهموا فى تدميره بالمؤامرات .