(العنكبوت) دكتور مهند عثمان التوم يكتب …  السودان ما بعد عودة ترامبدكتور مهند عثمان التوم

مع اقتراب يوم الأربعاء الموافق 2025/1/1م يوم عودة ترامب للبيت الأبيض ، سيتجدد الحديث حول التأثيرات المحتملة في الفترة الرئاسية الجديدة علي الصعيدين الإقليمي والدولي، والوضع في السودان من المهمات تتطلب دراسة عميقة، لفهم كيف يمكن أن يؤثر نهج ترامب المتجدد في السياسة الخارجية علي استقرار السودان وسعيه نحو السلام.

> فترة ترامب الأولي التي بدأت2017، كانت مع السودان تعددت حالاتها  ما بين الفتور والتوتر وعدم الاستقرار، علي الرغم من خلافته لإدارة باراك أوباما التي عمدت علي تخفيف بعض العقوبات المفروضة علي السودان، إلا أن إدارة ترامب الأولي اتخذت نهجاً مختلفاً باستمرار العقوبات علي الخرطوم وركزت علي مسائل حقوق الإنسان والأمن، استثناء أواخر فترته الأولي وبالشهر الاخير من فترته تلك ونتيجة لتواصل مع حكومة السودان الثورية برئاسة البرهان تم إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب في ديسمبر 2020، ومن ثم شهدت السياسة الأمريكية تحولات كبيرة، حيث أصبح الدعم للإصلاحات والتحولات الديمقراطية في السودان أكثر وضوحاً من قبل بعض الإدارات السابقة، بتعزيز إدارة خلفه بايدن للديمقراطية وحقوق الإنسان مما يمكن أن يشكل تحدياً جديداً لإدارة ترامب وقد يولي أهمية كبيرة لقضايا حقوق الإنسان في السودان باعتبارها قضية ذات بعد إنساني عميق، ونقطة تحول انطلقت بجلسة مجلس الأمن بخصوص السودان فموقف أمريكا كان نقطة تحول، واحتمالاً لتحول أكبر نحو دعم المساعي الإنسانية والجهود السلمية لحل النزاعات خلال فترة رئاسية جديدة، ومؤشر استباقي للتعاطي الأمريكي القادم مع مجلس الأمن الدولي في قضايا السودان وتقديم الدعم للجهود السلمية.

واحدة من التحديات الكبيرة التي ستواجه ترامب هي كيفية التوازن بين علاقاته مع روسيا وحليفها الاستراتيجي السودان، خاصة أن بوتين من المقربين لترامب وقد دعمه في الوصل إلي البيت الأبيض في الفترة الأولي وقد يكن له تأثير كبير في فترته الثانية لتقارب المصالح الأمريكية الروسية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، مما يمكن أن تؤثر هذه العلاقات علي قضايا السلام في السودان ومسعى الدولتين في تعزيز نفوذهما في مناطق النزاع في ظل بداية حرب الحضارات عبر الذكاء الاصطناعي الذي استشري في كل الاجسدة التقنية، لذلك سيكن من الضروري أن تبقى السياسة الأمريكية متسقة، وأن تسعى لتحقيق التوازن بين المصالح المتعددة.

> عودة ترامب إلي البيت الابيض يحمل معه العديد من التحديات والفرص للسودان، من الضروري فهم النموذج التاريخي للعلاقات الأمريكية السودانية وتوجهات إدارة ترامب في سياقها الأوسع ويجب أن يتعاون المجتمع الدولي مع السودان لضمان تحقيق السلام والاستقرار الذي ينشده الشعب السوداني وتعزيز المساعي الداعمة للتحولات الديمقراطية والتنموية في البلاد المُعذبة كالسودان الجريح.

 

Mohanedoe89@gmail.com