علي منصور حسب الله يكتب … سرقة محول كهرباء المجلد: لصوص في ثياب المنقذين

ضل الحراز

علي منصور حسب الله

سرقة محول كهرباء المجلد: لصوص في ثياب المنقذين

إلى متى سيظل المهمشون وقودًا لمليشيا النهب والقتل ؟ بالأمس، كانت الشعارات عن حقوق الهامش والعدالة الاجتماعية، والديمقراطية والحكم المدني واليوم تحولت هذه الشعارات إلى سراب، بينما تمتد الأيادي إلى قوت الناس، ومقدراتهم، وحتى أنوارهم.

 

ففي مدينة المجلد، التي تعاني أصلاً من الإهمال، جاءت الطعنة من حيث لا يحتسب أهلها: سرقة محول الكهرباء الرئيسي، وهي جريمة لم ترتكبها عصابات عابرة، بل نفذتها مليشيا الدعم السريع المليشيا التي لطالما ادّعت أنها تقاتل من أجلهم وتستنفر شبابهم بل حتى أطفالهم لتسوقهم إلى محارق الحرب واتون القتل اليومي ، لكنها في الحقيقة تجردهم حتى من أبسط حقوقهم.

 

سرقة الكهرباء = سرقة الحياة

لأن الكهرباء ليست مجرد أسلاك وأعمدة، بل هي شريان الحياة في أي مجتمع. في المجلد، تعني الكهرباء تشغيل المستشفيات، ضخ المياه، إنارة الشوارع، واستمرار الحياة اليومية للناس. قطع الكهرباء يعني:

توقف المستشفيات عن العمل – هل فكر هؤلاء في المرضى الذين يحتاجون إلى الأوكسجين؟

تعطل ضخ المياه – هل يدرك هؤلاء أن المياه حياة، وأن أطفالًا سيعانون العطش بسبب جشعهم؟

انهيار الاقتصاد المحلي – كيف ستعمل المتاجر، المصانع الصغيرة، والمخابز بدون كهرباء؟

إن من يسرق محولات الكهرباء لا يسرق نحاسًا، بل يسرق حياة الناس ومعيشتهم وأمنهم.

 

من الدفاع عن حقوق المهمشين إلى سرقتهم؟! هذه هي مليشيا الدعم السريع لم تكتفِ بتدمير القرى، ونهب الأسواق، وتهجير السكان، بل امتدت يدها إلى البنية التحتية، وكأنها تقول لأهل المجلد: لن نترك لكم شيئًا، لا حياة، لا ضوء، لا أمل.ولا حتى أطفال لماذا؟ لأن السرقة أصبحت تجارة. يُسرق المحول ويُباع في سوق النعام، حيث يتم تفكيكه وبيعه لمن يدفع أكثر. فهل هذه هي “القضية ” التي وعدوا بها؟ هل هذه هي “نصرة المنطقة وتحويلها إلى جنة عدن “؟! هل ما زال رجال الإدارة الأهلية وعلى رأسهم الناظر المعزول مختار بابو نمر والعمد والشيوخ يرون في المليشيا خيراً

أهل المجلد بين مطرقة تماهي الإدارة الأهلية وسندان المليشيات

فما حدث في المجلد ليس مجرد حادثة معزولة، بل هو جزء من نمط متكرر، حيث تتحول المليشيات التي ادّعت نصرة المهمشين إلى أدوات لتدميرهم.

 

هذه السرقة ليست فقط جريمة نهب، بل هي جريمة سياسية—تُستخدم كوسيلة لتركيع المجتمعات، وإبقائها تحت سيطرة من يريدونها ضعيفة بلا بنية تحتية، بلا تنمية، بلا مستقبل.

 

فالصمت لم يعد خيارًا. على أبناء المجلد، وكل من يرفض هذا الظلم، أن يوثّقوا هذه الجرائم، أن يكشفوها للعالم، أن يطالبوا بمحاكمة المتورطين. لا يكفي أن نغضب، بل يجب أن نتحرك، لأن من يسرق اليوم محول الكهرباء، سيسرق غدًا الأرض، ثم التاريخ، ثم المستقبل بأكمله.

 

إلى متى سنظل ضحايا للنهب والدمار؟ ومتى سنحاسب هؤلاء الذين دمروا بلادنا باسم شعارات كذوبة ؟