أم كدادة…..حين يتحدث الصمود
ما حدث في محلية أم كدادة لا يرضاه العقل البشري، ولا تقبله ضمائر الأحرار. فقد إقتحمت الميليشيات المحلية وارتكبت أبشع الجرائم، من قتلٍ ونهبٍ وترويعٍ، بدافعٍ إثني وعرقي بغيض، لا يمت للإنسانية بصلة. لم تفرق هذه الملايش بين مدني وعسكري، بين رجل وطفل، فالجريمة عندهم وسيلة، والدم عندهم مادة اعلامية دعائية، والتصوير هو الهدف لتشتيت وحدة الجيش .
لكن ما لا يعرفونه، أن هناك شعلة لا تنطفئ في صدور الأحرار، إسمها المقاومة الشعبية والتى ولدت من رحم المواطنين الشرفاء. كانت يقظة، حاضرة، وبالمرصاد، لتسجل صفحة ناصعة من البطولة. أثبتت مقاومة أم كدادة أن الدفاع عن الأرض والعرض لا يحتاج كثير من الكلام، بل إرادة ووعي وسلاح.
غياب القوات النظامية ترك فراغاً أمنياً خطيراً، ملأته الميليشيات بعنفها المستمر منذ بداية الحرب. ولكن الفارق هذه المرة، أن أبناء المحلية لم يرفعوا الرايات البيضاء، بل وقفوا وقفة رجال، وكتبوا دروساً في التضحية يجب أن تُدرّس في كل مدن السودان بل لكل الاجيال القادمة.
والرسالة اليوم واضحة لا أمان في ظل غياب الدولة، ولا كرامة دون مقاومة. لذلك لا بد من تسليح الشباب، وتنظيم الصفوف، وبناء شبكات دفاع شعبي في كل الولايات. فالميليشيات لا دين لها، ولا ولاء؛ ولاعهد، ولا إنسانية. واليوم، صار لزاماً علينا جميعاً أن نكون على يقظة دائمة واستعداد لا يلين.
أم كدادة قالت كلمتها… فهل تسمعون؟