ضل الحراز: علي منصور حسب الله
ظل ملايين السودانيين يتفاعلون مع نشطاء “التيك توك”، لتناولهم قضايا مهمة في ظل الحرب الدائرة، ولما لعبوه من دور وطني مؤثر في واحدة من أهم مراحل السودان.
ومن بين هؤلاء الإعلاميين الوطنيين، يبرز الإعلامي محمد بخيت حقار، الشهير بـ”بيبي” “ود الخالة”، الذي أطلق عبارته الشهيرة “كورو كالي” موجّهًا بها رسالة واضحة إلى المرشال مني أركو مناوي، مطالبًا إياه بكشف ما دار في الاجتماع الذي أثار جدلاً واسعًا عقب تسريب غير دقيق لبعض فقراته.
“بيبي”، ابن دارفور، وأحد الأصوات الإعلامية التي ظلّت تعبّر بصدق عن هموم الناس وآمالهم، استخدم عبارة “كورو كالي” بلغة الزغاوة، وتعني حرفيًا: “قد الشغل” أو بمعنى أدق “عليك بكشف الحقيقة كاملة”.
ورغم وضوح المقصد في سياق اللغة الأم، اختارت بعض الجهات وتحديدًا أبواق الميليشيا تفسير العبارة بما يوافق أهواءها، مدّعية أن المقصود بها “قد الصندوق”، في محاولة يائسة لتحريف الكلمة وتحويلها إلى تهديد مبطن بعدم الدفاع عن الوطن، مستغلين مرونة الترجمة الحرفية للعبارة.
والأغرب أن بعض الأصوات، مثل عبد الرحمن عمسيب المعروف بعدائه المعلن لأهل دارفور ونعته للإقليم بـ”دار الشر”، وجدت في التصريح فرصة لتجديد هجماتها القديمة على الإعلاميين الوطنيين وعلى القوات المشتركة، كما دأب في كل ما له صلة بالإقليم وأهله.
لكن “بيبي”، كعادته، لم يترك مجالًا للغموض أو التأويل، فسارع بتوضيح مقصده من العبارة، مؤكدًا أن “كورو كالي” هي دعوة للصدق، لا دعوة للانسحاب، وهي صرخة في وجه التضليل، لا ممالأة للمليشيا.
فمن قدّم عشرات الشهداء من عشيرته وزملائه دفاعًا عن تراب هذا الوطن، لا يمكن أن يطعنه في الخاصرة، ولا يمكن أن يساوم على ثوابت النضال، مهما كانت الظروف والدوافع.
إننا، في هذا السياق، نحيّي الإعلامي الوطني محمد بخيت حقار “ود الخالة”، ونشدّ على أيدي جميع زملائه من الإعلاميين الوطنيين في وسائل الإعلام الجديد، الذين ظلّوا في الميدان بالكلمة والموقف، حين اختار آخرون الاصطفاف خلف المال أو الخوف أو الجبن.
كما نطالب المرشال مني أركو مناوي، بوصفه أحد القيادات التي تتصدر المشهد السياسي والعسكري، بأن يستجيب لدعوة “كورو كالي”، ويكشف للرأي العام تفاصيل ما جرى في ذلك الاجتماع، بعيدًا عن التلميحات والغمز، فالحقيقة وحدها هي التي تحمي ظهر الوطن.
ختامًا، وفي وقت تشتد فيه المعركة على كل الجبهات، يجب أن نُميّز بين من يصنعون الوعي، ومن يصنعون الفتنة.
وبين من يطلبون الحقيقة، ومن يهربون منها.
“كورو كالي” ليست مجرد عبارة عابرة، بل نداء للوطن من قلب إعلامي صادق، لم يتخلَّ عن وطنه، ولا عن قيمه.