الشارع السوداني تحاور نائب رئيس حزب الأمة القومي

مولانا محمد عبدالله الدومة والي ولاية غرب دارفور الأسبق ورئيس هيئة محامي دارفور السابق رئيس حزب الأمة المكلّف بالإنابة.

 

وبإعتبار أنه أحد نواب رئيس حزب سياسي يعاني من الخلافات الداخلية وإحتدمت بعد الحرب، جلسنا معه في حوار الراهن عبر صحيفة الشارع السوداني وفتحنا معه العديد من الملفات الصامتة ونقلنا له تساؤلات الشارع السوداني خصوصاً بعد تصاعد تبادل الإتهامات بينه وبين رئيس الحزب المكلّف اللواء (م) فضل الله برمة ناصر بجانب موقفه من المشاركة في تقدم وإمكانية تدارك الخلافات وخرجنا معه بالحوار التالي فإلى مضابط الحوار.

 

حاوره: عبدالعظيم البشرى

 

أولاً: ماذا يحدث داخل حزب الأمة؟

 

داخل حزب الأمة حراك وتباين بين وجهات نظر مختلفة وتنازع بين ثلاث تيارات، هنالك تيار يريد الوطن، وتيار يريد الجيش، وتيار آخر يريد الدعم السريع، وتباين وجهات النظر جعل الحزب يسير كما هو الآن.

 

الآن الحزب مختطف بواسطة الرئيس الأمين العام ورئيس المكتب السياسي والحزب تم تجييره لصالح الدعم السريع

 

كيف تصف الوضع داخل حزب الأمة بعد وفاة الإمام الصادق المهدي؟

 

تمكنا من خلق إدارة جديدة بعد وفاته وحددنا رئيس مكلف بموافقة جميع الأجهزة الثلاثة وتم تعين رئيس فضل الله برمة رئيس مؤقت لحين قيام المؤتمر العام وهذا قرار من مؤسسة الرئاسة ثم بعد ذلك واقفت الأجهزة الثانية بعدها سارت الأمور بشكلها الذي تعرفه.

 

هنالك إتهامات تطالكم بأنكم تسعون إلى إختطاف الحزب وتجييره لصالح المؤسسة العسكرية لتحقيق مكاسب شخصية كيف ترد؟

 

هذا كلام مردود وأنا أعتقد أن الذين يقولون هذا هم ضالعين في إختطاف الحزب لأنه أساساً مختطف الآن بواسطة الرئيس الأمين العام (الواثق البرير) ورئيس المكتب السياسي والحزب تم تجييره لصالح الدعم السريع ولصالح تقدم، بمعنى آخر هم يريدون أن توجّه كل القرارات لصالحهم لكن الآن هنالك حراك بالداخل، و من العيب أن يكون رئيس الحزب موجود في دولة ترسل السلاح وتقتل المواطنين السودانيين وناشدناه بأن يترك الإمارات ويعود لكنه لم يستجيب ومصلحته بوجوده في الإمارات معروفة لكننا لا نريد ذكرها وأيضا الواثق البريد موجود في دبي ومن العيب أن يكون موجود هنالك، حاولنا أن يأتوا إلى القاهرة ولكن لا توجد أي جدية.

 

من العيب أن يكون رئيس الحزب موجود في دولة ترسل السلاح وتقتل المواطنين السودانيين

الحزب وتنسيقية تقدّم هنالك مذكرة إصلاحية سلّمها الحزب للدكتور حمدوك أوضح فيها الايجابيات والسلبيات هل هنالك رد؟

 

لا يوجد أي رد واضح، ومذكرتنا كان من باب أولى أن تؤخد من قِبل تقدم لكن تجاهلوها ونحن كحزب لم نتخذ قرار بالدخول في تقدم أبدا ً.

 

يعنى القرار كان فردي؟

 

لا يوجد أيّ قرار فقط فضل الله برمة ناصر قرر لوحده الدخول في التنسيقية كرئيس، وعارضنا هذا الشي ومازلنا نعارض لأن مكان الحزب الطبيعي ليس هناك وعلى الأقل نحن نكون في الوسط، ولا يوجد أي قرار سابق من الحزب بالدخول في تقدم وكل ما يُقال كذب.

 

نحن كحزب لم نتخذ قرار بالدخول في تقدم أبداً ، برمة ناصر هو الذي أجهض المذكرة وذهب لوحده و جيّر الحزب لصالح الدعم السريع

مشاركة رئيس الحزب والأمين العام في لقاء حميدتي هل كان بموافقة الحزب أم قرار فردي؟

 

ذهبوا لوحدهم وكل هذا لدينا إعتراض عليه لأنه ليس من المنطق الذهاب ونحن كان لنا رأي واضح عندما دفعنا بالمذكرة الإصلاحية، وفضل الله برمة هو الذي أجهض المذكرة وذهب لوحده و جيّر الحزب لصالح الدعم السريع وهذا مرفوض من قبل كل القواعد، والآن نصف الحزب مشارك مع الدعم السريع في تنظيماته، يعني مثلاً تجد في الضعين حزب الأمة مشاركين، في نيالا، في الجزيرة وفي أماكن كثيرة مشاركين فيها وهذا من دون أيّ قرار.

 

الخطأ الأكبر ما يقوم به الدعامة داخل الحزب بدءاً من ما يقوم به رئيس الحزب والأمين العام ومن المفترض أن يحاسبوا، وكثيرون شاركوا مع الدعم السريع.

أعتبر مجلس التنسيق لقاءات مساعد رئيس الحزب للشؤون القانونية والدستورية مخالفة لدستور الحزب وخطه السياسي بينما شارك العشرات من كوادر حزب الأمة مع الدعم السريع ويقومون بالإشراف على الأعمال الإرهابية التي يقوم بها، هل هذا يعني أن خط الحزب هو الوقوف مع الدعم السريع؟

 

الخطأ الوحيد الذي ارتكبه الحبيب إسماعيل كتر أنه إستأذن، وما كان عليه أن يأخذ أي إذن، ولكن الخطأ الأكبر ما يقوم به الدعامة داخل الحزب بدءاً من ما يقوم به رئيس الحزب والأمين العام ومن المفترض أن يحاسبوا، وكثيرون شاركوا مع الدعم السريع ومن المفترض أن يتم فصلهم لأنهم أصبحوا في حزبين وعليهم أن يختاروا أما حزب الأمة أو حزبهم الجديد، وكثيرين داخل تقدم أتوا مشاركين بإسم الحزب وهم دعامة، ولكن سيحاسبوا إن شاء الله.

 

الذين إختطفوا الحزب غير قادرين على إدانة الدعم السريع

حسب حديثك أن كل المشاركات التي يقوم بها رئيس الحزب و الأمين العام بدءاً من المشاركة في تقدم وفي لقاء حميدتي كلها كانت قرارات فردية وتم من دون التشاور مع قواعد الحزب هل هذا يعني أن الحزب مختطف بواسطة أشخاص معينين؟

 

الحزب مختطف بواسطة الرئيس الأمين العام ورئيس المكتب السياسي وهو فعلا مختطف وهذا ما ظللت أقوله دائماً في إجتماعات الحزب وغالبية الناس رافضين، وهنالك بيان صادر من الحزب في سنار يهنئوا فيه القوات المسلحة بإسترداده لـ”سنجة”، وقالوا إنهم مع الجيش وادانوا الإنتهاكات التي إرتكبها الدعم السريع، وللآن الذين اختطفوا الحزب غير قادرين على إدانة الدعم السريع، و على سبيل المثال الجرائم التي حدثت في الجنينة للآن لم يصدر الحزب أيّ بيان لإدانتها.

 

يموت الآلاف بسبب الدعم السريع ولكن إذا مات شخص واحد بسبب الجيش يتسارعون في إصدار بيانات الإدانة؟

 

نعم صحيح ومثلاً هنالك (صول) تم قتله في بابنوسة تم شنقه بواسطة المواطنين و فضل الله برمة يبكي وأصدر بيان بهذا الخصوص، وانا قلت له هذا الكلام غير صحيح لأنه شخص واحد وهنالك الآلاف تم قتلهم لم تصدر أي بيان تريد أن تصدره في شخص واحد (أخجل ياخ!) وكلهم لم يخجلوا، وفضل الله برمة جيّر الحزب لصالح قبيلته و كل مستشارينه أهله.

 

هنالك تصريح صحفي لرئيس الحزب بعد إجتماع مؤسسة الرئاسة أوضح فيه أن الاجتماع باطل وتم من دون علم الرئيس، هل بلغ الإجتماع النصاب؟ وكيف تتم الدعوة لإجتماعات مؤسسة الرئاسة؟

 

نعم الإجتماع بلغ النصاب وكان فضل الله برمة موافق وتم إنتخابي في مصر لتمثيل الرئيس وكان هو حضوراً، وانا قمت بإدارة الإجتماع حينها وكان شاهداً على كل القرارات.

 

يعني برمة ناصر كان موافق وتم الإجتماع بعلمه؟

 

نعم كان موافق ولكن عندما جاءت النقاشات عكس ما يرغب في الآخر إنسحب، وحتى إذا لم يكن حضوراً فإن الإجتماع بلغ النصاب، وهذا كلام (فارغ) لأنه أراد أن يغطي على إختطافه للحزب.

 

حزب بيان مؤسسة الرئاسة فإن إجتماع مجلس التنسيق بخصوص مساعد رئيس الحزب كانت الدعوة إنتقائية، هل هذا يعني أن هنالك مجموعة تسعي إلى إبعاد البعض؟

 

ليس إبعاد لأنهم في الأصل إختطفوا الحزب، وما حدث كالآتي: ان إجتماعات مجلس التنسيق لابد أن يتم الإعلان لها وغالبية قيادات الحزب ضد برمة ناصر، وأعضاء مؤسسة الرئاسة هم أعضاء في مجلس التنسيق وهم الغالبية، وأعلنوا عن الإجتماع في مواقعهم الخاصة وليس الموقع العام، وإجتماعهم لم يبلغ النصاب القانوني، ولكي يغطوا على فعلتهم قاموا بالإعلان عن الإجتماع في مواقعهم الخاصة، وناقشوا أمور سيادية، ومن المفترض أن مجلس التنسيق لا يناقش أي مسائل خاصة بمؤسسة الرئاسة، ومن الخطأ مناقشة تلك المسائل، وفضل الله برمة وهو أولى بالمحاسبة لأنه أخطأ، وما قاله مردود له وكله كذب ونفاق.

 

هل هنالك إمكانية لحل الخلاف داخل الحزب؟

 

نحن ساعين لحل هذا الخلاف بأن يترك برمة ناصر الإمارات ويأتي إلى القاهرة ونجلس كلنا لمناقشة الأمور بطريقة صحيحة، ولكن إذا لم يأتي(وانا أُرَجّح بأنه لن يأتي لأنه تحت تأثير الإمارات) وعادة ما نتفق معه في قرار و في الآخر يغيّر رأيه.

 

إذا رفض أن يأتي إلى القاهرة وكل الحلول أصبحت غير مجدية، هل يتم عزله أم سيحدث إنشقاق داخل الحزب؟

 

لديه ثلاثة خيارات أما أن يستقيل أو يعدّل موقفه أو يُعزل، ولكن لن يستقيل لأنه متمسك بالرئاسة لأن كل مصالحة الخاصة مرتبطة بها ودائما إجابته (أعيش كيف!) ولا يهمه ينشق الحزب أم لا وقريباً سيتم حسمه إن شاءالله لأننا الغالبية.

 

رسالتي لـ برمة ناصر: عليك أن تستقيل لأن الإستقاله أفضل بالنسبة لك وإذا لم تستقيل عليك القبول بالإصلاحات وإذا لم تقبل أقول لك (آخر العلاج الكي).

 

ختاماً رسالتك لـ برمة ناصر وبقية قيادات وأعضاء الحزب؟

 

رسالتي كالآتي: نحن توافقنا على أن يلتزم برمة ناصر بخط الحزب وبقراراته وعدم إتخاذ أي قرار إلا عن طريق مؤسسة الرئاسة، ولكنه رفض هذا الكلام وذهب وإجتمع مع أعداء الشعب في السودان، لذلك عليه أن يستقيل لأن الإستقاله أفضل بالنسبة له وإذا لم يستقيل عليه القبول بالإصلاحات وإذا لم يقبل أقوله له (آخر العلاج الكي!).