في موقفٍ أثار الكثير من الدهشة والاستغراب الرئيس التشادي محمد كاكا يهنئي السودان بالذكرى السنوية للاستقلال بعد أن اتخذ قرارات قضت بمنع إجراء امتحانات الشهادة السودانية في تشاد، موقف كاكا يطرح عدة تساؤلات حول دلالاته وتأثيراته، تأتي هذه التهنئة في وقتٍ يعاني فيه الطلاب السودانيون المتواجدون في تشاد من فقدان فرصة التعليم بعد أن تم منعهم بالجلوس لامتحانات الشهادة بتشاد، الأمر الذي يُعتبر مقياس للعلاقة أساسي لا يُمكن تجاهله، كيف يمكن للرئيس كاكا بحرمانه لحق اساسي لمن احتاجه وقت الشدة أن يوجه التهاني في موقف يكاد يبدو متناقضاً مع الأعراف الدبلوماسية؟
فالتهنئة التي قدمها كاكا بمثابة مسكن بالرغم من الأجواء الاحتفالية التي وإن كانت منطقية في سياق ذكرى الاستقلال، إلا أن تهنئة كاكا تخلط بين النجاح الوطني ومأساة تعليمية تعاني منها شريحة واسعة من الشباب السوداني، فكيف له أن يحتفل باستقلال بلد جاره بينما يتم إغلاق أبواب التعليم أمام طلابها؟ فالتعليم ركيزة أساسية لتقدم الأمم والنهوض بها، وعندما يُتخذ قراراً يمنع إجراء الامتحانات، فإنه يُعتبر انتهاكاً لحقوق آلاف الطلاب وعائلاتهم، وهذا ما يجعل تصرف تشاد يبدو غير منطقي، فهل كانت التهنئة طابعاً سياسياً للتقرب من الجارة أم هي مجرد وسيلة للتشويش علي القرار المعيب لبلاده؟ لإن تهنئة كاكا تبرز حجم التناقض بين الكلمات والواقع وتجعلنا نتساءل عن الأبعاد التي يمكن أن تحملها مثل هذه المواقف في المشهد السياسي، وكيف يُنظر للتعليم في ساحات السياسة التي باتت تغلب فيها المناورات على المبادئ الأساسية، وتُظهر تهنئة كاكا للسودانيين بمناسبة استقلالهم بينما يُمنع طلابهم من استحقاقهم التعليمي أننا بحاجة للنظر في دبلوماسية التعليم خاصة مع تشاد حتي تصبح الانتصارات السياسية بطعم.
Mohanedoe89@gmail.com