عادلة عادل تكتب في “نبض الحروف” …. دارفور… الجرح النازف

عادلة عادل تكتب في “نبض الحروف” …. دارفور… الجرح النازف

 

من قلب السودان، من صمامه النابض، تخرج إلينا صرخات لا يسمعها أحد، لكنها تسكن الضمير الحي لكل من تبقى له قلب. هناك، في دارفور، تكتب مدينة الفاشر فصلاً جديداً من فصول البطولة والصمود. مدينة تحاصرها آلة الحرب، وتجف من حولها ينابيع الحياة، لكنها ما زالت واقفة، تتحدى، تقاوم، وتثبت أن الإنسان أقوى من الحديد حين يؤمن بقضيته.

 

الفاشر ليست مجرد مدينة، بل رمز للنضال، وعنوان للشجاعة. حوصرت، سقط أبناؤها واحداً تلو الآخر، ولم ترفع الراية البيضاء. لا سلاح لديها، ولا دعم يأتي من بعيد، لكنها صامدة، وفي صمودها دروس ومواعظ وعبر لا تُنسى.

 

 

زمزم… معسكر الأمان والإحتواء التي لم تكتمل، حيث اغتيل النور، لا الأجساد فقط. أطباء كانوا يضمدون الجراح، وطلاب خلاوي كانوا يحفظون كلام الله، سقطوا ضحايا لمجزرة بشعة، لا يمكن للعقل ولا للضمير أن يقبلاها. ليست حرباً، بل جريمة ضد الحياة، وصمت العالم شراكة كاملة في هذه الخيانة.

 

دارفور… يا ضحية الوطن الكبير، إن الله معك. ومعك قلوبنا ودعاؤنا، ومعك كل من يعرف أن فيك درة السودان الغالية، الفاشر، التي وإن قاتلت وحدها، فهي المنتصرة بإذن الله.

 

اصمدي يا درة، قريباً سيتعلم الخائنون أن لا إنتصار على الحق، ولا عزّ يدوم على أكناف الأبرياء.