صدى الواقع: محمد مصطفى الزاكي
“من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فيقل خيراً أو ليصمد” حديث القدوة محمد سيد الأنبياء والرسل عليه الصلاة والسلام، يستحق أن نأخذه مصباحاً حينما نكتب، أو نتحدث على وسائل التواصل، فرسالة الإعلام لا تستأذن المستقبلين… وتدخل العقول عنوةً لتقلب عالي حياتهم واطياً أو العكس صحيح.
كلامي ليك يا المطير عينيك الـ(تيك توكر وفيس بوكر وأدمن مجموعات الواتساب والتلغرام، قبلهم الصحافيين والمذيعين) ولا أعنيك يا جارة!.
عصرنا الحالى تتلاطم فيه أمواج المعلومات، وتتعدد فيه منابر الإعلام ( وسائط متعددة)، المهم فيها أن تكون الكلمة صادقة، والرسالة هادفة… لأن الإعلام جوهره خدمة للمصلحة العامة، ومسؤولية إنسانية عظيمة، تقع على عاتق من إرتأى أن يتصدى له.
لفت إنتباهي ومن متابعتي اليومية لمنصات التواصل الإجتماعي… منصة على التيك توك، يديرها فتى أبنوسي شامخ يعرف نفسه بـ”ود المصطفى” ولا تتح لي فرصة التحقق من الإسم كاملاً لكن ما قام به كان أعظم وكفى… قيمته شعلة مضيئة وسط العتمة التي استعمرت أبصارنا،
وما قام به وما زال يقوم به الفتى (ود المصطفى) إنها لعمري لهي الرسالة ذاتها، التي عجز عن تقديمه أجعص من إمتهن الإعلام والصحافة في بلادي، وإرتأى أن يكون شمعتها التي تحترق لتضيء الطريق للشعب والمجتمع… ما زاد دهشنتي حد الانبهار، أنه جسد معنى الإعلام الهادف والصحافة النبيلة الغائبة.
صراحة أخجلني هذا الود المصطفى، وجلست أمامه متواضعاً لجرد حساب خدمتى الطويلة تقييمها عند القاريء، لكنها قطعاً لن تكون ممتازة… مرت السنين سريعاً لتبلغ العقدين، صرفتها لاهثاً خلف الأخبار والتقارير والتحقيقات والمقابلات، لنستقصي الحقيقة والصواب، وإحساسي أني مقصّر في خدمة واجبات صاحبة الجلالة، لكن ذاك الفتي تمكن من إختراق جبل التحدي، ويشيد نفقاً يمكن لمن يريد الحقيقة الوصول بسهولة.
استحققت منا رفع القبعات تقديراً لذلك المجهود الجبار، بتوليك مهمة الكشف عن الفساد والفاسدين، وهم كثر في بلد تصارع الذئاب من الإفتراس… وقد قلت الخير وفضلت ألا تصمت، وتلك لعمري شجاعة تستحق لها قلادة، وعملت بقول الرسول محمد القدوة:” من رأى منكم منكراً فليغيره بيده…”.
ما عرفته من خلال متابعة الفتى ود المصطفى أنه كان أو مازال شرطياً لست متأكداً ولا يهم ، ولكن المهم الذي أطفء الدهشة عندي!، أن الشرطة السودانية تتخذ (العين الساهرة واليد الأمينة) الشعار، وكذلك البيان متوقع أن يكون عملي.
يظل “ود المصطفى” مثالاً نحتذى به في الشجاعة والإخلاص للمصلحة العامة… أثبت أن الإعلام الحقيقي لا يقتصر على المؤسسات الكبرى، بل هو رسالة يمكن لأي فرد أن يحملها، وأن يضيء بها دروب الحقيقة وقد قام بواجبات الصحافة والشرطة وتقديره مستحق.
يبدو لي أن جهوده في كشف الفساد، مستوحاة من مبادئه الدينية السامية ومجهودات أسرته الكريمة في حسن التربية، وشعار الشرطة السودانية مجتمعة، مؤكداً بذلك للرأي العام السوداني، أن العمل الصحفي النزيه هو دعامة أساسية لبناء مجتمع عادل وشفاف.
إستأذنك يا ( ود المصطفى)، إستلهام العزيمة من خلال مبادرتك #لا للفساد#، لنجعل من كل كلمة نكتبها أو ننطق بها مصباحاً ينير دروب الخير والحق والجمال.
